تعرفي على الفرق بين الورم الليفي والسرطان في الرحم بشكل مفصل، لنساعدك على فهم أفضل لهذه الحالات وكيفية التعامل معها.
الفرق بين الورم الليفي والسرطان في الرحم: الأعراض والأسباب
الورم الليفي (أو تليف الرحم) عبارة عن كتلة حميدة تنشأ داخل أو خارج جدار الرحم، وتتكوّن عادة من الخلايا العضلية الملساء والأنسجة الليفية. هذه الأورام الحميدة شائعة جدًّا لدى النساء، وغالبًا ما تظهر في سنوات الإنجاب. معظمها لا يسبّب أي أعراض خطيرة، وقد تمر سنوات طويلة دون أن تشعر المصابة بوجوده.
أمّا سرطان الرحم (Cancer) فهو ورم خبيث ينشأ غالبًا في بطانة الرحم أو في عضلاته (السرطانات الرحمية). يظهر عندما تتحول الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية تنمو بشكل غير طبيعي وتنتشر إلى أجزاء أخرى في الجسم في حالة عدم التدخّل العلاجي المبكر. الفرق الأكبر يكمن في خطورة الورم السرطاني وقدرته على الانتشار السريع، بينما الورم الليفي عادةً لا ينتشر خارج الرحم.
الأعراض:
- أعراض الورم الليفي: قد يسبّب نزيفًا رحميًّا أو آلامًا في الحوض أو زيادة في الوزن أو تضخمًا في البطن عند نموه بشكل كبير، ولكن كثيرًا ما يبقى صغيرًا ولا تُرى كتلته بالعين المجرّدة.
- أعراض سرطان الرحم: قد تظهر أعراض مثل نزيف مهبلي غير طبيعي، ألم أسفل البطن أو الحوض، فقدان الشهية، وفقدان الوزن المفاجئ. هذه الأعراض تستدعي زيارة الطبيب فورًا لمعرفة الحالة بدقّة.
الفرق بين تليف الرحم والسرطان في الرحم في العلاج
تعد الأورام الليفية في الرحم مشكلة حميدة (غير سرطانية)، لذا يختلف علاجها تمامًا عن السرطان الخبيث.
في حالة الورم الليفي، يختار الطبيب العلاج بناءً على شدة الأعراض وحجم الورم وموقعه داخل الرحم. أحيانًا يتمّ الاكتفاء بالمراقبة الدورية، خاصةً إذا كان صغيرًا ولا يسبّب أعراضًا تذكر. أمّا إذا كان كبيرًا ويسبّب ألمًا أو نزيفًا، فقد يقترح الطبيب حلولًا غير جراحية مثل الأشعة التداخلية (التي تتيح استئصال الورم الليفي أو إضعاف تدفق الدم إليه)، أو الإجراءات الجراحية مثل استئصال الورم الليفي فقط مع الحفاظ على الرحم.
في المقابل، علاج سرطان الرحم يتطلّب إجراءات أكثر قوة، مثل الجراحة لاستئصال الرحم أو عنق الرحم، وقد يشمل ذلك العلاج الكيميائي أو الإشعاعي للقضاء على الخلايا السرطانية والحد من الانتشار. هنا يكمن الفرق الأكبر: الأورام الخبيثة تتطلب منظومة علاجية أشد تعقيدًا، بينما الورم الليفي الحميد غالبًا ما يكون أقل خطورة وأكثر بساطة في العلاج.
ما هي طرق العلاج المتاحة للورم الليفي وسرطان الرحم؟
- المتابعة والمراقبة: في حال كان الورم الليفي صغيرًا ولا يسبّب أعراضًا مزعجة، يمكن أن يكتفي الطبيب بمتابعته بشكل دوري للتأكد من عدم تضخّمه أو حدوث أي تغيّر مقلق.
- الأدوية: تُستخدم بعض الأدوية الهرمونية لتقليل حجم الورم الليفي أو التخفيف من حدة الأعراض، كما يمكن اللجوء للعلاجات الهرمونية في بعض حالات السرطان للحد من نمو الخلايا الخبيثة.
- الأشعة التداخلية: تُعدّ خيارًا ذكيًّا وحديثًا لعلاج الاورام الليفية؛ إذ يتمّ وقف التغذية الدموية عن الورم الليفي من خلال قسطرة دقيقة، مما يؤدي إلى ضموره بمرور الوقت. هذه الطريقة فعّالة جدًّا وتحافظ على الرحم من الاستئصال، وهي بديل مثالي لمن يرغبن في الإنجاب لاحقًا.
- الجراحة: في حالة الورم الليفي كبير الحجم أو عند وجود سرطان في الرحم، قد يتطلّب الأمر استئصال الرحم أو استئصال الورم فقط، وذلك حسب مدى تقدّم الحالة وتوجيهات الطبيب المعالج.
- العلاج الكيميائي والإشعاعي: يُستخدمان في حالات سرطان الرحم في المراحل المتقدمة، لمهاجمة الخلايا السرطانية والقضاء عليها أو على الأقل تقليص حجمها ووقف انتشارها.
طرق للوقاية من السرطان في الرحم
- الحفاظ على وزن صحي: زيادة الوزن تؤثر على مستوى الهرمونات في الجسم، وقد ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالأورام السرطانية.
- الفحص الدوري: إجراء فحوصات منتظمة عند الطبيب للكشف المبكر عن أي تغيّرات في الرحم، بما في ذلك التنظير أو الأشعة فوق الصوتية، قد يساهم في منع تطور السرطان.
- الغذاء المتوازن: تناول الأطعمة الغنية بالألياف والفيتامينات والمعادن، وتقليل الأطعمة المصنّعة والدسمة التي قد تؤثر سلبًا على توازن الهرمونات في الجسم.
- النشاط البدني: ممارسة الرياضة بشكل منتظم يساعد في تحسين الدورة الدموية وضبط مستوى الهرمونات، مما يقلّل من مخاطر أورام الرحم.
الأسئلة الشائعة
على ماذا يتغذى الورم الليفي؟
الورم الليفيّ عبارة عن كتلة (أو كتل) حميدًا تتكوّن من نسيج عضليّ وليفيّ في عضلاته. يتغذّى الورم الليفيّ على الدم القادم من الشرايين الرحمية، وهذا يُساعده على تضخم حجمه أحيانًا ليصبح كبيرًا تُرى كتلُه بالعين المجردة، أو يبقى صغيرة للغاية وغير مقلقة.
متى يكون حجم الورم الليفي خطير؟
يحدث الأمر عندما يتضخم الورم الليفيّ ليصبح كبيرًا والذي يشكل خطرًا على الأعضاء المجاورة. في هذه الحالة، قد تشعر بالورم أو تظهر أعراضًا مثل آلام الحوض وفقدان الشهية، ووفقدان العديد من أنشطة الحياة.
هل يتحول الورم الليفي في الرحم إلى سرطان؟
بشكل عام، الورم الليفيّ يظل حميدًا ولا يُعد خبيثًا، وهو عكس السرطانات التي تنتشر وتغزو أعضاء أخرى. يطلق بعض المختصين اسم (الأورام العضلية الملساء) على حالاتٍ نادرة من تحوّل الورم الليفي على مدار سنوات طويلة، والمعروفة باسم (الورم اللحمي)، لكنها تظل نسبة ضئيلة جدًا.
لماذا يفضّل الكثيرون الأشعة التداخلية على الجراحة التقليدية؟
الأشعة التداخلية تعالج الأورام الليفية دون الحاجة للجراحة الكبيرة أو التخدير العام. حيث يتمّ إدخال قسطرة دقيقة عبر شريان الفخذ لتصل إلى الشرايين المغذّية للورم الليفي، ويُحقن داخلها مواد تسدّ هذه الشرايين. النتيجة هي توقّف تدفق الدم إلى الورم فيضمر تدريجيًّا، مع الحفاظ على الرحم وسلامة الجسم ككل.
- مضاعفات أقل: يقلّ خطر النزف أو الإصابة بالتهابات مقارنةً بالجراحات الكبرى.
- عودة سريعة للحياة الطبيعية: أغلب المريضات يعدن لنشاطهن العادي خلال أيام قليلة.
- الحفاظ على الرحم والقدرة الإنجابية: الأشعة التداخلية لا تستأصل الرحم، بل تستهدف الورم فقط.
- تقليل فترة التعافي: بدلًا من البقاء في المستشفى لفترات طويلة، يمكن لمعظم المريضات الخروج في اليوم نفسه أو اليوم التالي.
في عيادة د. سمير عبد الغفار استشاري الأشعة التداخلية، يمكنك التمتع برعاية طبية متطورة واستخدام أحدث الأجهزة والتقنيات لعلاج الورم الليفي مع الحفاظ على سلامة الرحم. إذا كنتِ تعانين من أعراض مقلقة أو رغبتِ في معرفة الفرق بين الورم الليفي والسرطان في الرحم، فلا تترددي في حجز استشارتك والاطمئنان على صحتك.
وأخيرا، من المهم فهم الفرق بين الورم الليفي والسرطان في الرحم من حيث الأعراض، الأسباب، وطريقة العلاج. فالتشخيص المبكر يساهم في تجنّب أي تطوّر خطير للأورام السرطانية، كما أن اختيارك للأشعة التداخلية قد يوفّر عليكِ عناء الجراحة الكبرى ويحافظ على قدرتك على الإنجاب.