نزيف مهبلي بعد انقطاع الطمث؟ أو دورة شهرية صارت تطول أكثر من المعتاد؟ كثير من النساء يتجاهلن هذه العلامات، معتقدين أنها جزء طبيعي من التقدم في العمر.
لكن الحقيقة إنّ النزيف غير الطبيعي ممكن يكون أول إنذار عن سرطان الرحم. ولأن أعراضه في البداية خفيفة أو تشبه اضطرابات الدورة، كثير من الحالات تُكتشف بعد ما يتطوّر المرض. واللي يخوف أكثر؟ إن فيه أنواع عدوانية مثل السرطان المصلي تتطور بسرعة وتنتشر إن ما تم علاجها في الوقت المناسب.
في هذا المقال الشامل تعرفي على أعراض سرطان الرحم، أنواعه، أسبابه، وطرق الوقاية والعلاج المتاحة.

ما هو سرطان الرحم؟
سرطان الرحم هو نوع من السرطان ينشأ في بطانة الرحم أو عنق الرحم، وهو من السرطانات النسائية الشائعة. قد يبدأ كنمو غير طبيعي للخلايا في الغشاء الداخلي للرحم (endometrium)، أو في الجزء السفلي منه المعروف بـ عنق الرحم (cervix).
ويُعد سرطان بطانة الرحم (Endometrial cancer) هو النوع الأكثر شيوعًا، بينما سرطان عنق الرحم (Cervical cancer) ينتشر عالميًا خاصة في الدول التي لا يُطبق فيها فحص دوري وتطعيم HPV.
أنواع سرطان الرحم
النوع | الموقع | الشيوع |
---|---|---|
سرطان بطانة الرحم | الغشاء الداخلي للرحم | الأكثر شيوعًا بين النساء |
سرطان عنق الرحم | الجزء السفلي من الرحم المتصل بالمهبل | شائع عالميًا خاصة بين الشابات |
السرطان المصلي البطاني | نوع عدواني من سرطان البطانة | أقل شيوعًا لكنه أكثر خطورة |
ما هي أعراض سرطان الرحم؟
الأعراض تختلف حسب النوع، لكن هناك علامات مشتركة يجب الانتباه لها:
- فقدان وزن غير مبرر
- آلام أثناء التبول أو الجماع
- الشعور بضغط في المثانة أو الأمعاء
- إفرازات مهبلية كريهة أو غير معتادة
- ألم في منطقة الحوض أو أسفل البطن
- تغيرات في الدورة الشهرية: نزفًا أطول أو أكثر غزارة
- نزيف مهبلي غير طبيعي: بعد انقطاع الطمث، بين الدورات، أو بعد الجماع
🔴 تجاهل هذه الأعراض يؤدي لتطور المرض إلى مراحل متقدمة، لذا أي تغيير مفاجئ في جسمك يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار.
أعراض سرطان بطانة الرحم المبكرة
سرطان بطانة الرحم هو أحد أكثر أنواع السرطانات النسائية شيوعًا، ويُصيب عادةً السيدات بعد سن الأربعين، خاصة في فترة ما بعد انقطاع الدورة الشهرية. وعلى الرغم من أن المرض قد يكون خبيثًا، إلا أن اكتشافه في مراحله المبكرة يرفع فرص الشفاء بنسبة كبيرة.
من أهم الأعراض المبكرة التي قد تشير إلى الإصابة:
- إفرازات مهبلية كريهة أو غير معتادة
- آلام خفيفة أسفل البطن أو الحوض
- ظهور دم بعد الجماع أو في غير مواعيد الدورة المعتادة
- نزيف مهبلي غير طبيعي، خاصة بعد توقف الحيض
- تغير في فترات الدورة الشهرية، مثل أن تكون أطول أو أكثر غزارة
📌 لا يُعد كل نزيف أو إفرازات علامة على مرض خطير، لكن من الضروري زيارة الطبيب لتقييم الحالة بعناية. فسرطان بطانة الرحم عادةً ما يبدأ كنمو غير طبيعي للخلايا في الغشاء المبطن للرحم (uterus) قبل أن يصبح أكثر عدوانية.
ما هي أسباب سرطان الرحم؟
1. التغيرات الهرمونية
ارتفاع مستوى الإستروجين مقابل انخفاض البروجيستيرون قد يؤدي إلى تضخم بطانة الرحم، ما يزيد خطر الإصابة بالسرطان.
2. عدوى فيروس HPV
فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) مسؤول عن معظم حالات سرطان عنق الرحم، وينتقل عبر العلاقة الجنسية.
💉 التطعيم ضد HPV يقلل من الإصابة بنسبة كبيرة.
3. العمر وانقطاع الطمث
أغلب الحالات تُشخص بعد سن 50 أو بعد انقطاع الطمث، خاصة إذا ظهرت أعراض مثل النزيف أو الإفرازات.
4. السمنة وزيادة الوزن
الدهون الزائدة تزيد من إنتاج الإستروجين في الجسم، ما قد يؤدي إلى نمو غير طبيعي في خلايا بطانة الرحم.
5. أسباب أخرى تشمل:
- تناول حبوب منع الحمل لفترات طويلة
- تكيسات المبيض أو التغيرات في التبويض
- تاريخ عائلي بسرطانات الرحم أو الثدي أو القولون
- أمراض مزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم
- عدم انتظام الدورة الشهرية أو الدورات الطويلة جدًا
كيف يتم تشخيص سرطان الرحم؟
التشخيص المبكر ينقذ الحياة، ويبدأ بـ:
- فحص الحوض الدوري
- أشعة تلفزيونية عبر المهبل
- خزعة بطانة الرحم (Endometrial biopsy)
- الرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية لمعرفة مدى انتشار الورم
- اختبار باب (Pap Smear) للكشف عن خلايا غير طبيعية في عنق الرحم
كيف اكتشفتِ سرطان الرحم؟
غالبًا ما تبدأ القصة بعرض بسيط…
نزيف بسيط بعد العلاقة، إفرازات غير معتادة، أو ألم خفيف في الحوض. ولأن هذه الأعراض شائعة بين النساء، خاصة مع اقتراب سن اليأس، تُهمل الكثير من السيدات هذه الإشارات.
👩⚕️ لكن الحالات التي تم تشخيصها في الوقت المناسب كان لدى أصحابها الوعي الكافي للذهاب للطبيب فورًا.
من أهم الفحوصات التي قد تؤدي إلى اكتشاف المرض:
- تنظير الرحم
- أشعة تلفزيونية عبر المهبل
- تحليل عينة من بطانة الرحم (خزعة)
- وفي بعض الحالات، إجراء جراحة استكشافية أو تحليل دم شامل
التشخيص المبكر يعني فرصة علاج عالية بدون الحاجة إلى استئصال كامل للرحم أو الخضوع للعلاج الكيماوي.
أعراض سرطان الرحم والمهبل
سرطان الرَحم والمهبل يُعد من الأنواع الخطيرة التي قد تبدأ دون أعراض واضحة. لكنه أيضًا من السرطانات التي يمكن الوقاية منها أو اكتشافها مبكرًا إذا تم إجراء الفحوصات اللازمة بانتظام.
الأعراض المشتركة بين سرطان الرحم وسرطان المهبل تشمل:
- نزيف مهبلي بعد انقطاع الطمث
- دم يظهر بين الدورات أو بعد الجماع
- إفرازات مهبلية غير طبيعية أو كريهة الرائحة
- ألم أثناء العلاقة الزوجية أو التبول
- آلام مزمنة في الحوض أو البطن السفلي
🩸 في بعض الحالات المتقدمة، قد تلاحظ السيدة تضخمًا أو كتلة محسوسة داخل المهبل.
📌 تشير الأبحاث إلى أن سرطان المهبل قد يكون مرتبطًا بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، خاصة الأنواع عالية الخطورة. ويُعد التطعيم ضد HPV وسيلة فعالة للوقاية، خاصة لدى الفتيات قبل عمر 18 عامًا.
⚠️ ويجب التنبيه إلى أن الرحم والمهبل جزء من الجهاز التناسلي الأنثوي، وهو جهاز معقد يمكن أن يتأثر بعدة عوامل مثل الوزن، العمر، التاريخ الوراثي، والالتهابات المتكررة.
خيارات علاج سرطان الرحم
علاج سرطان الرحم يختلف من حالة إلى أخرى بناءً على نوع السرطان (بطانة الرحم أو عنق الرحم)، مرحلة المرض عند التشخيص، وعوامل مثل عمر السيدة، وجود الحمل، الرغبة في الإنجاب، والحالة الصحية العامة.
فيما يلي أهم الخيارات العلاجية المعتمدة:
1. الجراحة (استئصال الرحم)
وهي أكثر العلاجات شيوعًا في الحالات المبكرة، وتشمل:
- استئصال الرحم بالكامل (uterus)
- وفي بعض الحالات، استئصال عنق الرحم والمبيضين وقناتي فالوب
- قد يُجرى عبر فتح البطن أو باستخدام المنظار
🟡 يوصى به في الحالات التي لا تخطط فيها المريضة للحمل مستقبلاً.
⚠️ بعض الحالات تحتاج بعد الجراحة إلى علاج إشعاعي أو هرموني إضافي لتقليل فرصة عودة الورم.
2. العلاج الإشعاعي (Radiation Therapy)
يعتمد على توجيه أشعة قوية لقتل الخلايا السرطانية المتبقية بعد الجراحة أو تقليل حجم الورم قبل استئصاله.
📌 يُستخدم أيضًا كخيار أساسي للنساء اللاتي لا يستطعن الخضوع للجراحة لأسباب صحية.
3. العلاج الكيميائي (Chemotherapy)
يُستخدم في حالات:
- السرطان المتقدم أو المنتشر خارج الرحم
- السرطان من النوع العدواني (مثل السرطان المصلي أو المخاطي)
- أو في حال عودة المرض بعد العلاج
يتكون من أدوية تُعطى عبر الوريد وتستهدف الخلايا السرطانية المنتشرة في الجسم.
4. العلاج الهرموني (Hormone Therapy)
مناسب لبعض أنواع سرطان بطانة الرحم، خاصةً إذا كانت الخلايا السرطانية تستجيب لهرمون البروجستيرون.
- يُستخدم للسيدات صغيرات السن اللاتي يرغبن بالحفاظ على الخصوبة
- أو في حالات المرض المتقدم للسيطرة على نمو الورم
5. العلاج المناعي أو المستهدف (Targeted Therapy)
- حديث نسبيًا، يعتمد على مهاجمة جزيئات محددة في الخلايا السرطانية دون التأثير على الخلايا السليمة.
- يُستخدم لبعض أنواع السرطانات المتقدمة أو في حالات الانتكاس.
6. العلاج بالأشعة التداخلية (قسطرة الرحم)
🎯 في الحالات التي يصاحبها نزيف شديد أو أورام ليفية ثانوية، يمكن اللجوء إلى:
- قسطرة الرحم (Uterine Artery Embolization)
- إجراء غير جراحي يقوم به استشاري الأشعة التداخلية
- يتم إدخال قسطرة دقيقة عبر الشريان الفخذي، ثم توجيهها لإغلاق الأوعية التي تغذي الورم
يساعد على تقليل الأعراض، ووقف النزيف، دون الحاجة للجراحة.
💡 ملاحظات مهمة:
- معظم حالات السرطان يُعالج بنجاح إذا تم اكتشافه مبكرًا
- اختيار العلاج يجب أن يتم بعناية وبمشاركة فريق طبي متكامل
- المتابعة بعد العلاج ضرورية لاكتشاف أي علامات على رجوع المرض
- نمط الحياة الصحي، تقليل الوزن، وفحص الرحم بانتظام = عوامل وقائية أساسية
د. سمير عبد الغفار، استشاري الأشعة التداخلية، يقدم بدائل علاجية غير جراحية لحالات نزيف الرحم المرتبط بالأورام أو التضخم، باستخدام أحدث تقنيات القسطرة الدقيقة، وبنتائج مثبتة وموثوقة.
هل سرطان الرحم ينتشر؟
نعم، في حال لم يُعالج مبكرًا، قد ينتشر إلى:
- المبيض والمستقيم والقولون
- المثانة أو الكلى
- الرئة أو الكبد في مراحل متقدمة
📌 الانتشار يزيد من تعقيد العلاج ويقلل نسب الشفاء.
كيف يمكن الوقاية من سرطان الرحم؟
✅ خطوات بسيطة تقي من المرض أو تكتشفه مبكرًا:
- الحفاظ على وزن صحي
- الفحص السنوي عند طبيبة النساء
- الاهتمام بأي نزيف مهبلي غير طبيعي
- الالتزام بفحوصات HPV وPap Smear
- علاج تكيسات المبيض أو اضطرابات الهرمونات
- تجنب الاستخدام العشوائي لحبوب منع الحمل
- التطعيم ضد فيروس HPV للبنات من سن 9 سنوات
- تناول الألياف لتقليل خطر الأورام والسرطان مثل البروكلي 🥦، الشوفان، والبقوليات
وأخيرا، سرطان الرحم مرض خطير لكنه قابل للعلاج، خصوصًا إذا تم اكتشافه مبكرًا. فهم الأعراض، والوقاية، والفحص الدوري من أهم وسائل الحماية.
🟢 لا تهملي أي علامة غير معتادة في جسمك. الفحص لا يأخذ وقتًا، لكنه ممكن ينقذ حياتك.