تخيّلي ألمًا شديدًا يتكرر كل شهر، نزيفًا غزيرًا يمتد أثناء الدورة الشهرية، وانتفاخًا غير مفهوم في منطقة الحوض. قد يفسر لكِ هذا ما يحدث داخل الرحم في حالة التغدد الرحمي (adenomyosis). ما أسباب التغدد الرحمي؟ وكيف يمكن علاجه دون استئصال الرحم؟
مفهوم التغدد الرحمي: ماذا يحدث داخل الرحم؟
قبل التعرف على أسباب التغدد الرحمي لنتعرف أولا على ما هو تغدد الرحم الذي يعرف أيضا باسم العضال الغدي؟ هو مرض يصيب الرحم عندما تبدأ خلايا بطانة الرحم (النسيج المعروف باسم البطانة الرحمية) بالنمو داخل عضلات جدار الرحم نفسه (عضلة الرحم) بدلًا من بقائها في التجويف الرحمي الداخلي.
في الوضع الطبيعي، تتشكل بطانة الرحم داخل تجويف الرحم استعدادًا للدورة الشهرية، وتزداد سماكة البطانة ثم تنفصل وتنزل مع النزيف الشهري. لكن في حالات التغدد، تتحرك أنسجة بطانة الرحم وتتوغل بشكل غير طبيعي في طبقة العضال، مما يؤدي إلى تغيرات مرضية في شكل العضلات، وزيادة سمك الجدار، وظهور آلام شديدة أثناء الحيض.
هذا النمو غير الطبيعي في داخل عضلات الرحم يؤدي إلى زيادة حجم الرحم، وقد تلاحظ المريضة كبر حجمه عند الفحص. كما قد يظهر الرحم وكأنه متضخم أو “منتفخ”، وهو ما يفسر أحيانًا التغيرات الهرمونية التي تخلق مشاكل في انتظام النزيف الرحمي.
إن هذه الحالة ليست مجرد تكوين نسيج إضافي بل هو نمو مستمر للأنسجة المهاجرة إلى العمق، وقد يسبب مشاكل مزمنة ومتعددة مثل الألم الشديد، النزيف الغزير، وحتى ضعف أداء الرحم لوظائفه الطبيعية.
ما أسباب التغدد الرحمي؟
أسباب التغدد الرحمي ليست تمامًا واضحة، لكن يعتقد الأطباء أن التغيرات الهرمونية وخاصة هرمون الإستروجين تؤدي دورًا مهمًا في ذلك. فارتفاع مستويات الإستروجين قد يسبب زيادة في نمو البطانة داخل طبقة العضال، إذ يزداد سمك النسيج وتستمر خلايا بطانة الرحم في الانقسام بداخل العضلة.
هذه التغيرات الهرمونية تحدث عادةً لدى النساء في سن الثلاثينيات إلى الخمسينيات، وهي مرحلة تسبق سن اليأس، حيث تستمر الهرمونات في العمل والنمو بشكل قد يؤثر على جدار الرحم العضلي.
بالإضافة إلى الهرمونات، هناك عوامل تساهم في حدوث المرض. مثلاً:
- العمليات الجراحية السابقة على الرحم مثل الولادة القيصرية أو التوسيع والكشط قد تترك “ممرات” تسمح لخلايا البطانة بالوصول إلى عمق العضال.
- اضطرابات داخل قناة فالوب أو عنق الرحم، وحتى التهابات الرحم، قد تهيئ بيئة مناسبة للنمو غير الطبيعي للخلايا.
- كما أن تكيس المبايض والسمنة وتغيرات الهرمونات قد ترفع من احتمالية الإصابة.
- يضاف إلى ذلك ضعف المناعة الداخلية وضعف الحاجز الطبيعي بين بطانة الرحم والعضلة، مما يجعل انتقال النسيج البطانى أكثر سهولة.
هذه الأسباب مجتمعة تخلق سيناريو متشابكًا يصعب معه تحديد سبب واحد للتغدد الرحمي، لكنها تفسر حدوثه بشكل كبير لدى نساء متعددات الولادة أو ذوات تاريخ أمراض رحمية سابقة.
أعراض تغدد الرحم
الأعراض الأبرز للتغدد الرحمي تشمل:
- نزيف رحمي غزير أثناء الدورة الشهرية
- ألم شديد (عسر طمث) قد يستمر لعدة أيام، وكذلك آلامًا مزمنة في منطقة الحوض.
- قد تعاني بعض المريضات من ألم أثناء الجماع (عسر الجماع)، والتهاب مزمن بالحوض، مما يؤثر على جودة الحياة.
- قد يزداد سمك الرحم ويظهر تضخم في العضلة، الأمر الذي قد تلاحظه المريضة على شكل ضغط مستمر أو ثقل في منطقة الرحم.
تشخيص التغدد الرحمي: من السونار إلى الرنين المغناطيسي
- عندما تشتكي المريضة من ألم شديد ونزيف غزير، يبدأ الطبيب بفحص سريري للاطمئنان على شكل الرحم وحجمه. غالبًا ما يُظهر الفحص تضخم الرحم واستدارة زائدة في الشكل مع قوام عضلي أكثر سماكة.
- بعد الفحص السريري، يأتي دور الفحوصات التصويرية. عادةً يتم استخدام السونار (التصوير بالموجات فوق الصوتية) عن طريق البطن أو المهبل. يتيح السونار رؤية العضال الرحمي والتأكد من وجود تغلغل لأنسجة البطانة داخله.
- قد يقترح الطبيب التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) الذي يوفر تصويرًا دقيقًا للأنسجة ويُظهر تفاصيل النسيج والعضلة.
علاج التغدد الرحمي: من الأدوية إلى قسطرة الرحم
- قسطرة الرحم (الانصمام الرحمي) عبر الأشعة التداخلية: عبارة عن طريقة علاجية غير جراحية وإجراء بديل وآمن لاستئصال الرحم، يعمل على سد الشرايين المغذية لمناطق التغدد، مما يخفف الأعراض ويقلل النزيف.
- العلاجات الدوائية: مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، وأيضا أقراص منع الحمل الهرمونية أو اللولب الهرموني المحتوي على البروجسترون للتحكم في النزيف وتقليل سماكة البطانة.
- العلاجات الهرمونية الإضافية: منبهات GnRH لتقليل مستويات الإستروجين.ومثبطات الأروماتاز لكبح النمو غير الطبيعي للبطانة.
- التدخلات الجراحية الأكبر (في الحالات الشديدة):
- جراحة لإزالة جزء محدد من العضلة المتضررة (Adenomyomectomy).
- استئصال الرحم بشكل كامل، وهو خيار أخير عند عدم الرغبة في الإنجاب مستقبلاً وعدم الاستجابة لأي علاج آخر.
كيف يساعدك د. سمير عبد الغفار؟
إذا كنتِ تعانين من التغدد الرحمى، يُعدّ العلاج بقسطرة الرحم عن طريق الأشعة التداخلية خيارًا فعّالاً وآمنًا دون اللجوء للجراحة التقليدية.
يقوم الدكتور سمير عبد الغفار، استشاري الأشعة التداخلية، بتنفيذ القسطرة عبر إدخال قسطرة دقيقة من شريان الفخذ لسد الشريان الرحمي المغذي لمناطق المرض. بهذه الطريقة، ينخفض النزيف وتخفّ حدة الألم، وتستطيع المريضة العودة لحياتها الطبيعية بسرعة مع الحفاظ على رحمها وتحسين جودة حياتها.
يمكنكم التواصل مع د. سمير عبد الغفار للاستفسار عن خيارات العلاج الحديثة للتغدد الرحمي والأورام الليفية وغيرها من الأمراض النسائية عبر الأشعة التداخلية عن طريق الأرقام التالية:
- التواصل مع الأرقام الآتية في لندن – المملكة المتحدة:
- رقم العيادة: 00442081442266
- رقم الواتساب: 00447377790644
- التواصل مع الأرقام الآتية في مصر:
- رقم حجز القاهرة: 00201000881336
- رقم الواتساب: 00201000881336
العلاج بقسطرة الرحم هو فرصة رائعة للسيدات اللاتي يرغبن بالحفاظ على الرحم وتجنب مشكلات استئصال الرحم. كما يساعد في تقليل الأعراض، استعادة التوازن الهرموني، وتحسين جودة الحياة.