مع انتشار الأورام الليفية الرحمية بين النساء في سن الإنجاب، تزداد أهمية معرفة طرق الوقاية من أورام الرحم الليفية، والنصائح التي قد تساعد في تقليل خطر الإصابة بها أو التحكم في حجم الورم الليفي. دليلك المتكامل هنا بخطوات بسيطة وعلمية.

ما هي الأورام الليفية الرحمية؟
الأورام الليفية الرحمية هي أورام حميدة تنشأ داخل عضلة الرحم (العضلية الملساء)، وغالبًا تظهر بأحجام مختلفة وتسبب أعراضًا مزعجة لدى بعض النساء، مثل النزيف الرحمي أو آلام الحوض أو حتى ضغط على المثانة والبطن. الورم الليفي قد يكون صغيرًا مثل حبة البازلاء أو كبيرًا مثل البطيخ! ويؤثر على خصوبة المرأة أحيانًا أو يسبب مشاكل في الحمل.
أسباب ظهور الأورام الليفية وأهم عوامل الخطر
حتى الآن، لم يتم تحديد سبب محدد لظهور أورام الرحم الليفية، لكن هناك عوامل تزيد فرص الإصابة، منها:
- العوامل الوراثية
- السمنة وزيادة الوزن
- قلة ممارسة التمارين الرياضية
- وجود التهابات أو أمراض نسائية مزمنة
- سن الإنجاب، وخاصة ما قبل سن اليأس
- النظام الغذائي الفقير بالخضروات والألياف
- التغيرات الهرمونية (زيادة هرمون الإستروجين)
- تناول اللحوم الحمراء والدهون المشبعة بكثرة
طرق الوقاية من أورام الرحم الليفية؟
رغم أنه لا يوجد طريقة مضمونة 100% لمنع الأورام الليفية، إلا أن هناك نصائح مثبتة علميًا تساعدكِ في تقليل خطر الإصابة أو تأخير تطور الورم، وأيضًا في تقليل حجم الورم عند ظهوره.
1. اتباع نظام غذائي غني بالخضروات والألياف وتقليل اللحوم الحمراء
ينصح الأطباء دائمًا بالإكثار من تناول الخضروات، والفاكهة، والأطعمة الغنية بالألياف، وتقليل استهلاك الدهون المشبعة واللحوم الحمراء. هذه العادات تساعد في تقليل مستويات الهرمونات التي تعزز نمو الأورام الليفية.
2. الحفاظ على وزن صحي
زيادة الوزن والسمنة تزيد من خطر الإصابة بالأورام الليفية وتسرع من نموها. يمكنكِ التحكم في وزنكِ بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتناول وجبات متوازنة.
3. تجنب العوامل الهرمونية المحفزة
تزيد بعض أدوية الهرمونات أو وسائل منع الحمل الهرمونية من خطر ظهور أو نمو الأورام الليفية. استشيري الطبيب دومًا قبل استخدام أي علاج هرموني لفترة طويلة.
4. الوقاية من الالتهابات النسائية
الإصابة المتكررة بالتهابات الرحم أو الحوض قد ترتبط بازدياد خطر نمو الأورام الليفية. حافظي على نظافتك الشخصية، وعالجي أي عدوى فورًا لتجنب المضاعفات.
5. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام 🏃♀️
النشاط البدني المنتظم يعمل على تحسين تدفق الدم وتقليل مستويات هرمون الإستروجين في الجسم، وبالتالي تقليل فرص نمو الورم الليفي.
6. تجنب أو تقليل التعرض للمواد الكيميائية
بعض الدراسات تشير إلى أن التعرض للمواد الكيميائية الصناعية مثل المبيدات أو المواد الحافظة قد يكون له دور في تحفيز نمو الأورام الليفية، لذا يوصى بالاعتماد على الغذاء العضوي وتقليل استهلاك المواد المصنعة قدر الإمكان.
هل يمكن منع ظهور الورم الليفي تمامًا؟

لا يوجد وسيلة تمنع الأورام الليفية الرحمية بنسبة 100%، لكن تغيير نمط الحياة ومراقبة عوامل الخطر، واتباع النصائح السابقة، يُمكن أن يقلل بشكل كبير من فرص الإصابة أو تطور حجم الورم.
التشخيص والمتابعة الدورية
ينصح كل امرأة بالفحص الدوري للرحم بالموجات الصوتية، خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي للأورام الليفية أو عند ظهور أي أعراض مثل النزيف أو الألم المزمن.
التشخيص المبكر يسمح للطبيب بمراقبة حجم الورم الليفي، وتحديد أفضل خطة علاجية إذا لزم الأمر.
tag: (الأورام الليفية، التشخيص، الموجات الصوتية)
ما هي خيارات علاج الورم الليفي؟
تتعدد الطرق العلاجية حسب حجم الورم، الأعراض، ورغبة المرأة في الإنجاب. ومن أهمها:
1. العلاج الدوائي
بعض الأدوية الهرمونية أو المسكنات يمكن أن تساعد في تقليل الأعراض أو حجم الورم مؤقتًا.
2. استخدام اللولب الرحمي
اللولب الهرموني يعمل على تقليل النزيف ويقلل نمو الورم في بعض الحالات.
3. العلاجات غير الجراحية (قسطرة الرحم)
تقنية قسطرة الشريان الرحمي (UFE) هي الأحدث، حيث يتم إغلاق الشرايين المغذية للورم الليفي باستخدام قسطرة دقيقة، ما يؤدي إلى تقليص الورم من الداخل دون شق جراحي أو إزالة للرحم. الإجراء يتم تحت التخدير الموضعي ويمتاز بوقت تعافٍ قصير ونتائج ممتازة.
4. الجراحة أو الاستئصال الجراحي
في بعض الحالات، قد يلجأ الطبيب إلى استئصال الورم العضلي بالمنظار أو جراحة تقليدية إذا كان حجم الورم كبيرًا أو استمرت الأعراض. في حالات نادرة فقط يتم استئصال الرحم بالكامل.
أطعمة يُنصح بتجنبها للوقاية من الأورام الليفية الرحمية
للحفاظ على الرحم الصحي وتجنب ظهور الأورام الليفية، من الضروري الانتباه لنوعية الغذاء. الدراسات أثبتت أن بعض الأطعمة قد تزيد من خطر الإصابة أو تسرع من نمو الورم، لذلك يوصي الأطباء بتقليل استهلاكها.
- أولاً، اللحوم الحمراء والمصنعة من أكثر العوامل التي ترتبط بزيادة حجم الورم الليفي، خاصة عند النساء اللاتي يتناولنها بكثرة وبصورة مستمرة. هذه الأطعمة تحتوي على مواد دهنية وهرمونات صناعية تؤثر على مستويات الهرمونات داخل الجسم، ما يزيد من نمو الأنسجة العضلية الليفية.
- ثانيًا، يجب التقليل من الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، واستهلاك الحلويات بكميات كبيرة أو شرب المشروبات السكرية، لأن ارتفاع السكر ومستويات الدهون في الدم يساهمان في استمرار الأعراض ونشاط الورم.
- من ناحية أخرى، ينصح بالابتعاد عن الأطعمة المصنعة الغنية بالمواد الحافظة، لأنها قد تؤثر على توازن الهرمونات وتُحفّز ظهور الأورام الليفية.
ينصح دائمًا بالإكثار من تناول الخضروات، مثل البروكلي، واتباع نمط حياة نشيط يشمل التمارين الرياضية والنشاط البدني، فذلك يُمكن أن يُقلل من الحاجة إلى العلاجات الدوائية أو التدخلات الجراحية مثل القسطرة أو المنظار، خاصة عند النساء في سن اليأس أو من لديهن عوامل خطر واضحة.
متى يجب استشارة الطبيب؟
راجعي الطبيب فورًا إذا ظهرت أعراض مثل:
- صعوبة في الحمل
- نزيف رحمي متكرر أو شديد
- آلام متكررة في الحوض أو البطن
- استمرار الأعراض رغم العلاج الدوائي
نصيحة من دكتور سمير عبد الغفار
لا داعي للقلق من الأورام الليفية الرحمية، فغالبًا يمكن السيطرة عليها بطرق علاجية متطورة مثل القسطرة دون الحاجة للجراحة أو الاستئصال الكامل للرحم. الأهم هو المتابعة الدورية مع الطبيب لاكتشاف أي تغيير مبكرًا.
وأخيرا، الوقاية من الأورام الليفية الرحمية تبدأ بنمط حياة صحي، نظام غذائي متوازن، ومتابعة طبية دورية. أما إذا احتجتِ للعلاج، فقسطرة الشريان الرحمي خيار آمن وفعّال يوفر نتائج ممتازة دون مضاعفات الجراحة التقليدية. استشيري دكتور سمير عبد الغفار لمعرفة الأنسب لحالتكِ. 🍏