نزيف غزير، آلام متكررة في الحوض، إحساس بامتلاء البطن… كلها أعراض قد تمر بها كثير من النساء دون أن يتوقعن أن السبب وراءها قد يكون ورمًا ليفيًا في الرحم. فرغم أن الأورام الليفية شائعة، إلا أن خطورتها تكمن في صمتها وتأثيرها المتراكم على صحة المرأة، وخصوبتها، وجودة حياتها.

ما هو الورم الليفي في الرحم؟
الورم الليفي الرحمي، أو الورم العضلي الأملس، هو نمو غير سرطاني يظهر في جدار الرحم، وقد يكون صغيرًا بحجم حبة البازلاء أو كبيرًا يملأ تجويف البطن. وعلى الرغم من أنه حميد في طبيعته، إلا أنه قد يتسبب في أعراض مزعجة تؤثر على حياة المرأة اليومية.
- داخل الجدار العضلي: وهو الأكثر شيوعًا.
- تحت بطانة الرحم: يسبب نزيفًا غزيرًا أثناء الحيض.
- تحت المصل: ينمو خارج الرحم وقد يضغط على المثانة أو الأمعاء.
- في عنق الرحم: ويُعد نادرًا لكنه قد يسبب مشكلات في التبول أو العلاقة الزوجية.
ما هي خطورة الورم الليفي في الرحم؟
رغم أن الورم الليفي لا يتحول عادةً إلى ورم سرطاني، إلا أن خطورة الورم الليفي تكمن في مضاعفاته وتأثيره على أجهزة الجسم المختلفة، خاصة إذا زاد حجمه أو تعددت كتل الأورام داخل الرحم.
1. اضطرابات الدورة الشهرية
- فترات حيض طويلة وغير منتظمة
- غزارة الطمث والنزيف المهبلي خارج فترة الحيض
- فقدان الدم المزمن الذي قد يؤدي إلى فقر الدم الحاد
2. الضغط على الأعضاء المحيطة
الورم الكبير يمكن أن يضغط على:
- الأمعاء: يسبب إمساكًا مزمنًا.
- الأعصاب في الحوض: يسبب ألمًا في الظهر أو أسفل البطن.
- المثانة: ما يؤدي إلى كثرة التبول أو صعوبة إفراغ المثانة بالكامل.
3. الآثار على الخصوبة والإنجاب
- يمنع التصاق الجنين بجدار الرحم.
- قد يُسبب تأخر الحمل بسبب تشوهات الرحم.
- يزيد من احتمالية الإجهاض المتكرر أو الولادة المبكرة.
4. مضاعفات أثناء الحمل والولادة
- ألم شديد في البطن.
- نمو الورم خلال الحمل بفعل الهرمونات.
- احتمالية اللجوء إلى الولادة القيصرية بسبب حجم الورم أو مكانه.
5. التأثيرات النفسية والجسدية
- الإرهاق المزمن بسبب فقر الدم.
- شعور دائم بالامتلاء أو تضخم البطن.
- القلق والتوتر نتيجة الأعراض المستمرة.
ما هي أسباب نمو الأورام الليفية؟
الأطباء لم يحددوا سببًا واضحًا، لكن هناك عوامل تساهم في تطورها:
- الهرمونات: الاستروجين والبروجستيرون يغذيان نمو الأورام.
- الوراثة: وجود تاريخ عائلي يزيد من احتمالية الإصابة.
- العِرق: النساء من أصول أفريقية أكثر عرضة للإصابة.
- السن: تظهر غالبًا في النساء من عمر 30 إلى 50.
- الوزن: السمنة قد تزيد خطر الإصابة.
هل الورم الليفي يسبب السرطان؟
رغم أن تليف الرحم حميد ولا يُصنف ضمن الأورام السرطانية، إلا أن في حالات نادرة جدًا قد تظهر أورام تُشبه الليفية ولكنها سرطانية، وتُعرف باسم الورم اللحمي الحليمي. ومع ذلك، هذا النوع نادر الحدوث ولا يتطور من الورم الليفي الحميد.
متى تكون الأورام الليفية خطيرة؟
- إذا تسبب الورم في نزيف غزير مزمن.
- إذا زاد عدد الأورام أو نموها بشكل سريع.
- إذا وصل حجمه لدرجة يضغط فيها على الأعضاء الداخلية.
- في حال وجود أكثر من ورم يسبب تشوهات في تجويف الرحم.
- إذا كانت المرأة تخطط للحمل، وقد يؤثر الورم على الخصوبة.
كيف يتم تشخيص الورم الليفي؟
عادةً ما يتم الكشف عنه من خلال:
- السونار المهبلي أو البطني
- أشعة الرنين المغناطيسي (MRI)
- الفحص السريري عبر طبيب النساء
- الأشعة بالصبغة لتقييم تجويف الرحم
ما هي طرق علاج تليف الرحم؟
1. المتابعة الدورية
إذا لم تكن هناك أعراض مزعجة، يمكن الاكتفاء بمتابعة حجم الورم دوريًا.
2. العلاج بالأدوية
- للسيطرة على النزيف أو الألم.
- تشمل مثبطات الهرمونات، لكنها لا تُزيل الورم تمامًا.
3. التدخل الجراحي أو الاستئصال
- يُستخدم في الحالات الشديدة أو في حال عدم الاستجابة للعلاج الدوائي.
- يشمل استئصال الورم فقط أو استئصال الرحم كاملًا في حالات معينة.
4. علاج الورم الليفي بالقسطرة التداخلية (بدون جراحة)
وهنا يأتي دور د. سمير عبد الغفار، استشاري الأشعة التداخلية، حيث يُقدم أحد أكثر العلاجات تقدمًا وفعالية دون الحاجة إلى جراحة أو تخدير كلي.
كيف تعمل قسطرة الرحم؟
- يتم إدخال أنبوب رفيع من خلال شريان الفخذ.
- تُحقن مواد صغيرة لغلق الأوعية المغذية للورم.
- يتقلص الورم تدريجيًا حتى يختفي.
مميزات هذا العلاج:
- يحافظ على الرحم.
- لا يحتاج إلى شق جراحي.
- وقت تعافي سريع (أيام معدودة).
- فعّال جدًا في تقليل الأعراض بنسبة كبيرة.
هل يمكن منع نمو الأورام الليفية؟
لا يوجد ضمان كامل لمنعها، لكن يمكن تقليل عوامل الخطر من خلال:
- الحفاظ على وزن صحي.
- تناول غذاء غني بالخضروات والفواكه.
- المتابعة الدورية في حال وجود تاريخ عائلي.
- تقليل التعرض لهرمونات صناعية دون داعٍ.
الفرق بين الورم الليفي والسرطان في الرحم
النقطة | الورم الليفي | السرطان الرحمي |
---|---|---|
الطبيعة | حميد | خبيث |
الانتشار | لا ينتشر | ينتشر لأعضاء أخرى |
النمو | بطيء | سريع |
التحول لسرطان | نادر جدًا | هو نفسه سرطان |
العلاج | قد لا يحتاج علاجًا أو يتم استئصاله | علاج سريع وحاسم ضروري |
تأثير الهرمونات | يتأثر بالهرمونات | غير مرتبط بشكل مباشر بالهرمونات |
شيوعه | شائع جدًا | أقل شيوعًا ولكن أخطر |
أسئلة شائعة حول خطورة الورم الليفي
هل الورم الليفي يسبب نزيفًا شديدًا؟
نعم، وقد يكون مزمنًا ومُنهكًا ويؤدي إلى فقر الدم.
هل تؤثر الأورام الليفية على فرص الحمل؟
يمكن أن تؤثر، خصوصًا إذا كانت كبيرة أو داخل تجويف الرحم.
هل الورم الليفي يتحول إلى سرطان؟
رغم كثرة الشائعات حول هذا الموضوع، فإن الحقيقة العلمية تقول إن الورم الليفي الأملس هو ورم حميد شائع جدًا، ولا يتحول في العادة إلى ورم سرطاني. إلا أن هناك نوعًا نادرًا يُعرف باسم الورم الحليمي السرطاني أو الساركومة الرحمية، وقد يتشابه في بعض الأعراض، لكنه لا ينمو من الورم الليفي نفسه.
وبحسب الأبحاث، فإن نسبة تحوّل الورم الليفي إلى سرطان لا تتجاوز 1 من كل 1000 حالة، ما يجعله أمرًا نادرًا جدًا. ومع ذلك، فإن التعرض لتغيرات مفاجئة في حجم الورم أو أعراضه مثل تسارع النمو خلال أسابيع، أو ظهور ألم مفاجئ بالبطن، يستوجب المراجعة الفورية.
بإذن الله، معظم الأورام تبقى حميدة، خاصةً إذا تم تشخيصها ومتابعتها بانتظام، دون تجاهل الأعراض المستجدة.
متى يجب زيارة الطبيب؟
- إذا شعرتِ بنزيف غير معتاد.
- إذا لاحظتِ تضخمًا في البطن أو آلامًا بالحوض.
- إذا تأخر الحمل أو حدث إجهاض متكرر.
هل من الضروري استئصال الورم الليفي في الرحم؟
استئصال الورم الليفي ليس بالضرورة الحل الوحيد، إذ أن العديد من الحالات تُتابع طبيًا دون جراحة، خاصةً إذا كانت الأورام الليفية صغيرة ولا تتسبب في أعراض. فهناك سيدات يعشن سنوات طويلة دون الحاجة لأي تدخل. لكن في المقابل، قد يصبح الاستئصال ضروريًا إذا:
- أدى إلى تضخم الرحم أو تقلصات حادة تعيق الحياة اليومية.
- حدث تشوه في تجويف الرحم الداخلي يعيق انغراس الجنين.
- زاد حجمه بشكل كبير وسبب ضغطًا على الأعضاء كالمثانة أو الأمعاء.
- ظهرت كتلة ليفية تحت بطانة الرحم تؤثر على الحمل أو تمنع الإنجاب.
- نتج عنه نزيف مهبلي غزير يسبب فقدان في خلايا الدم وتدهور الصحة العامة.
الاستئصال قد يكون كليًا أو جزئيًا، لكن يوصى دائمًا بالتقييم عند الدكتور المتخصص الذي يوازن بين الأعراض، عمر المريضة، ورغبتها في الإنجاب.
متى يجب استئصال الورم الليفي في الرحم؟
قرار الاستئصال لا يعتمد فقط على وجود الورم، بل على طبيعة الحالة وأعراضها. إليك الحالات التي قد تستدعي التدخل:
- تكرار الإجهاض أو فشل الحمل نتيجة تشوه الرحم.
- تزايد حجم الورم الليفي بشكل سريع دون سبب واضح.
- ظهور تورمات متعددة داخل الرحم تؤثر على شكله ووظيفته.
- حدوث أعراض شديدة مثل تقلصات دائمة، أو نزيف مهبلي غزير ومستمر.
- وجود أورام عضلية رحمية خارجية تؤدي إلى ضغط مزمن على المثانة أو الأمعاء.
في بعض الحالات، يمكن استخدام العلاج بالأشعة التداخلية كبديل فعّال للاستئصال، لتقليل المضاعفات والحفاظ على الرحم، لا سيما لدى النساء في عمر الخصوبة.
وفي حالات الكتل الليفية كبيرة الحجم (أكثر من 1 كغم) أو التي تُظهر علامات انحناء أو تشوه بالرحم من الداخل، فإن الاستئصال يصبح الخيار الأنسب لتجنب مخاطر أكبر قد تطال الخصوبة أو تؤدي إلى تفاقم الحالة مع الوقت.
هل يجب القلق من الورم الليفي؟
رغم أن الورم الليفي في الرحم شائع وغير سرطاني في معظم الحالات، إلا أنه قد يُسبب أعراضًا مزعجة تؤثر على جودة الحياة، وفي بعض الحالات قد يسبب مشكلات بالخصوبة. الفحص المبكر والعلاج الصحيح، مثل علاج القسطرة التداخلية مع د. سمير عبد الغفار، يضمن لكِ راحة البال وحياة أكثر صحة.
📞 هل تعانين من أعراض الورم الليفي؟
احجزي الآن استشارة مع د. سمير عبد الغفار لمعرفة ما إذا كان علاج القسطرة التداخلية هو الأنسب لحالتك، وابدئي رحلة التعافي بدون جراحة.