نزيف الرحم ليس دائمًا طبيعي! أحيانًا يكون علامة على مرض في بطانة الرحم، أو ورم ليفي، أو خلل هرموني. تعرّفي على أمراض الرحم التي تسبب النزيف، وطرق التشخيص والعلاج الآمن بدون جراحة مثل القسطرة 👩⚕️

ما هو النزيف الرحمي غير الطبيعي؟
النزيف الرحمي هو نزول دم من المهبل في غير أوقات الدورة الشهرية، أو استمرار الحيض لفترات طويلة، أو حدوث نزيفًا غزيرًا بشكل يؤثر على الحياة اليومية. وهو عرض شائع لكنه لا يجب تجاهله، فقد يكون وراءه سبب خطير داخل الجهاز التناسلي.
أشهر أمراض الرحم التي تسبب النزيف
1. الأورام الليفية الرحمية (Uterine Fibroids)
الأورام الليفية الرحمية هي أورام حميدة (غير سرطانية) تنشأ من نسيج عضلة الرحم. تُعرف أيضًا باسم “الورم الليفي الرحمي” أو “الورم العضلي الأملس”. رغم أنها غير خطيرة في أغلب الحالات، إلا أنها تُعد من أكثر أسباب النزيف الرحمي غير الطبيعي شيوعًا بين النساء.
حتى الآن، لا يوجد سبب دقيق معروف لنمو الأورام الليفية، لكن الأبحاث ترجّح أنها تتأثر بهرموني الإستروجين والبروجستيرون. لذلك، تنمو عادة خلال سنوات الخصوبة وتقل بعد انقطاع الدورة الشهرية.
أعراض الأورام الليفية:
- نزيف غزير أو طويل خلال الدورة الشهرية (يسبب فقر دم أو ضعف عام)
- نزيفًا بين الدورات الشهرية
- ألم أو ضغط في منطقة الحوض أو أسفل الظهر
- انتفاخ في البطن أو الشعور بثقل
- زيادة عدد مرات التبول بسبب ضغط الورم على المثانة
- ألم أثناء الجماع
- في بعض الحالات، قد تؤثر على الخصوبة أو الحمل
أنواع الأورام الليفية حسب موقعها داخل الرحم:
- داخل الجدار (Intramural): تنمو داخل جدار الرحم نفسه، وهي الأكثر شيوعًا.
- تحت المخاطية (Submucosal): تنمو داخل بطانة الرحم وقد تؤدي إلى نزيف شديد.
- الليفية المُعلّقة (Pedunculated): متصلة بالرحم عبر ساق، وقد تلتف وتسبب ألمًا حادًا.
- تحت المصلية (Subserosal): تنمو خارج جدار الرحم ويمكن أن تضغط على أعضاء أخرى مثل المثانة أو المستقيم.
كيف يتم التشخيص؟
- أشعة الموجات فوق الصوتية (سونار) عبر المهبل أو البطن
- الرنين المغناطيسي (MRI) لمعرفة حجم الورم وموقعه بدقة
- تنظير الرحم أو الأشعة بالصبغة إذا كان هناك نزيف شديد
خيارات العلاج:
✅ تعتمد على حجم الورم، الأعراض، سن المريضة، ورغبتها في الحمل.
- المراقبة فقط: إذا لم تكن هناك أعراض واضحة
- الأدوية: لتقليل النزيف مثل حبوب منع الحمل، أو أدوية تخفض الهرمونات
- قسطرة الرحم (Uterine Fibroid Embolization):
- إجراء تداخلي بدون جراحة
- يتم إدخال قسطرة عبر شريان الفخذ لإغلاق الأوعية الدموية التي تغذي الورم الليفي
- يؤدي إلى انكماش الورم واختفاء الأعراض تدريجيًا
- مناسب للنساء اللاتي يرغبن في تجنب الجراحة أو استئصال الرحم
- 🌟 من أنجح العلاجات المتوفرة حاليًا في مركز د. سمير عبد الغفار
- الجراحة: مثل إزالة الورم الليفي أو استئصال الرحم في الحالات القصوى
🔹 هل الورم الليفي يتحول إلى سرطان؟
📌 لا، الأورام الليفية نادرًا ما تتحول إلى ورم خبيث. ومع ذلك، يجب المتابعة الدورية خصوصًا إذا تغيرت الأعراض أو كبر حجم الورم بسرعة.
🔹 نصائح للمصابات بالأورام الليفية:
- المتابعة المنتظمة مع الطبيب
- علاج فقر الدم الناتج عن النزيف المزمن
- تقليل الدهون المشبعة واللحوم المصنعة
- تناول الألياف والخضروات الورقية الغنية بالحديد 🥦 مثل السبانخ والعدس والبنجر
2. تضخم بطانة الرحم (Endometrial Hyperplasia)
- يحدث نتيجة فرط في هرمون الإستروجين مقابل نقص البروجستيرون.
- يؤدي إلى سماكة بطانة الرحم وحدوث نزيف.
- قد يتطور في بعض الحالات إلى سرطان بطانة الرحم.
📌 من عوامل الخطورة: السمنة، انقطاع الطمث، أو استخدام أدوية هرمونية معينة.
3. العضال الغدي الرحمي (Adenomyosis)
العضال الغدي الرحمي (التغدد الرحمي) من أشهر أمراض الرحم التي تسبب النزيف، وهو حالة طبية تحدث عندما تنمو خلايا بطانة الرحم (النسيج المبطن من الداخل) إلى داخل جدار عضلة الرحم نفسها. هذه الخلايا تستمر في العمل مثل البطانة الطبيعية: تتكاثف، تنزف، وتتحلل خلال كل دورة شهرية، لكن بسبب وجودها داخل العضلات، لا يمكن للجسم التخلص من هذا الدم بشكل طبيعي، مما يسبب آلامًا مزمنة ونزيفًا غير طبيعيًا.
📌 رغم أنه حميد، إلا أنه قد يكون مؤلمًا ومزعجًا لدرجة تؤثر على جودة الحياة اليومية.
أعراض العضال الغدي الرحمي:
- نزيف شديد أثناء الدورة الشهرية
- آلام حادة أو تشنجات في الحوض، تزداد مع الوقت
- تضخم الرحم (يُلاحظ عند الفحص كأنه حمل في شهور متأخرة)
- ألم أثناء الجماع
- ضغط أسفل البطن أو انتفاخ
- الشعور بالإرهاق بسبب فقدان الدم المزمن
🩸 كثير من النساء يخلطن بين أعراض العضال الغدي وأعراض الأورام الليفية، لكن الفارق أن العضال الغدي ينتشر داخل جدار الرحم نفسه وليس كورم خارجي.
ما أسباب العضال الغدي الرحمي؟
الأسباب الدقيقة غير معروفة، لكن يُعتقد أن هناك عوامل تؤدي إلى هذه الحالة مثل:
- الاضطرابات الهرمونية وخاصة ارتفاع هرمون الإستروجين
- الولادة القيصرية أو العمليات الجراحية السابقة في الرحم
- التنَسُّج الغدي الرحمي الناتج عن فرط في نمو نسيج بطانة الرحم
- العمر فوق 35 عامًا، حيث تُعد النساء في هذه الفئة أكثر عرضة للإصابة
التشخيص:
عادة ما يتم التشخيص من خلال:
- موجات فوق صوتية عبر المهبل
- أشعة الرنين المغناطيسي (MRI) وهي الأدق لتحديد التغيرات داخل جدار الرحم
- استبعاد الحالات المشابهة مثل الأورام الليفية أو بطانة الرحم المهاجرة
العلاج:
يختلف حسب شدة الحالة، عمر المريضة، ورغبتها في الإنجاب:
- الأدوية:
- مسكنات الألم مثل الإيبوبروفين
- موانع الحمل الهرمونية لتنظيم الدورة وتخفيف النزيف
- أدوية تقلل من إنتاج الإستروجين لتقليص البطانة
- قسطرة الرحم (UAE – Uterine Artery Embolization):
💉 علاج غير جراحي عبر الأشعة التداخلية- يتم إغلاق الأوعية التي تغذي المنطقة المصابة داخل عضلة الرحم
- يساعد على تقليل النزيف والانكماش التدريجي لجدار الرحم
- فعال جدًا ومتوفر في مركز د. سمير عبد الغفار
- مناسب للنساء اللاتي يرغبن بتجنب استئصال الرحم
🎯 نسبة التحسن في الأعراض بعد القسطرة تصل إلى أكثر من 80%
- استئصال الرحم: خيار أخير في الحالات الشديدة أو في حال فشل العلاجات الأخرى.
الفرق بين العضال الغدي وبطانة الرحم المهاجرة:
رغم أن كلا الحالتين تتعلقان بنمو غير طبيعي لخلايا بطانة الرحم، إلا أن:
الحالة | الموقع | الأعراض المشتركة |
---|---|---|
العضال الغدي | داخل عضلة الرحم | نزيف، ألم، تضخم الرحم |
بطانة الرحم المهاجرة | خارج الرحم (الحوض، المبايض) | ألم مزمن، تأخر الحمل، التصاقات |
هل يؤثر على الخصوبة؟
نعم، قد يؤثر على فرص الحمل، حيث يُضعف انغراس الجنين أو يسبب بيئة غير مناسبة داخل الرحم، لكن كثير من النساء المصابات بالعضال الغدي أنجبن بنجاح بعد العلاج المناسب.
نصائح مهمة للتعامل مع العضال الغدي:
- التزمي بمواعيد المتابعة والفحص الدوري
- تناولي أطعمة غنية بالحديد لتقليل تأثير النزيف
- استخدمي وسادات حرارية لتقليل آلام الحوض
- راقبي أعراضك، وسجّلي مواعيد النزيف وكثافته
- قللي من التوتر لأنه يؤثر بشكل كبير على الألم الهرموني
4. السلائل أو الزوائد اللحمية (Polyps)
- زوائد صغيرة في بطانة الرحم أو عنق الرحم.
- تسبب نزيفًا خفيفًا أو متقطعًا خارج مواعيد الدورة.
💡 في كثير من الأحيان تكون حميدة، لكن قد تستدعي الاستئصال إذا تسببت في أعراض مستمرة.
5. سرطان الرحم أو عنق الرحم
🔸 من أخطر أمراض الرحم التي تسبب النزيف ومن أهم أسباب النزيف المهبلي بعد انقطاع الدورة الشهرية.
🔸 يترافق مع أعراض مثل:
- نزيف بعد الجماع
- فقدان الوزن غير المبرر
- نزول إفرازات مهبلية غير معتادة
🔍 الفحص الدوري مهم جدًا خاصة بعد سن الأربعين أو في حال وجود تاريخ عائلي.
6. الالتهابات الرحمية (PID)
🔸 التهاب الحوض أو الرحم نتيجة عدوى منقولة جنسيًا مثل السيلان أو الكلاميديا.
🔸 تسبب:
- ألم أسفل البطن
- نزيفًا مهبليًا غير طبيعي
- إفرازات مهبلية غير طبيعية
- ارتفاع في درجة الحرارة
💊 تحتاج إلى علاج سريع بالمضادات الحيوية لتفادي المضاعفات.
7. تكيس المبايض (PCOS)
🔸 اضطراب هرموني شائع لدى النساء.
🔸 يؤدي إلى عدم انتظام الدورة، ونزيفًا غير منتظم أو متقطع.
🔸 يسبب مشاكل في التبويض، وزيادة الوزن، ونمو الشعر الزائد.
💊 العلاج يشمل تنظيم الهرمونات باستخدام حبوب منع الحمل أو أدوية مثل الميتفورمين.
أسباب أخرى شائعة للنزيف الرحمي
- خلل في تخثر الدم: مثل مرض فون ويلبراند.
- الاضطرابات الهرمونية: مثل فرط أو نقص الغدة الدرقية.
- الإجهاض أو الحمل خارج الرحم: يسببان نزيفًا مفاجئًا وغزيرًا.
- أدوية معينة: مثل موانع الحمل، أو الأدوية التي تؤثر على تخثر الدم.
- الزوائد أو التنسج الغدي: حالات قد تشير إلى اضطراب في بنية الرحم.
متى يجب زيارة الطبيب؟
لا تهملي النزيف إذا كان:
- يحدث خارج الدورة باستمرار
- غزيرًا بشكل غير طبيعي
- يرافقه ألم في الحوض أو الجماع
- بعد انقطاع الدورة
- بعد سن الأربعين
⛑ التشخيص المبكر يحميك من مضاعفات خطيرة ويمنحك خيارات علاج فعالة وآمنة.
الأسئلة الشائعة
متى يكون نزيف الرحم خطيرًا؟
يُعد نزيف الرحم خطيرًا عندما:
- يكون غزيرًا لدرجة يسبب فقر دم أو دوخة
- يصاحبه ألم مفاجئ في البطن أو الحوض
- يحدث بعد انقطاع الطمث أو أثناء الحمل
- يستمر لفترات طويلة أو يتكرر خارج مواعيد الدورة الشهرية
- يأتي نتيجة الإصابة بورم ليفي، عضال غدي، أو سرطان في بطانة الرحم أو عنق الرحم
- يكون مصحوبًا بأعراض أخرى مثل نزول كتل دم، تعب شديد، أو أعراض عدوى مهبليّة
في هذه الحالات، لا يجب اعتبار النزف “طبيعيًا” بل هو إشارة من الجسم على وجود خلل أو اضطراب داخلي.
ما هي أسباب نزول الدم المستمر من الرحم؟
نزيف الرحم المستمر قد يحدث بسبب:
🔹 اضطرابات هرمونية
- عدم التبويض المنتظم
- نقص هرمون البروجيستيرون
- استخدام أدوية هرمونية أو وسيلة منع حمل غير مناسبة
🔹 أورام الرحم أو بطانته
- تغدد الرحم
- الورم الليفي
- السلائل أو الزوائد اللحمية
- الأورام الخبيثة أو الحميدة في عنق الرحم
اضطرابات في تخثر الدم
- مثل مرض فون ويلبراند أو استخدام أدوية تؤثر على تخثر الدم
- فقر الدم المزمن أو مشاكل في الأوعية الدموية
أسباب وظيفية أو التهابية
- PID – التهاب الحوض
- الالتهابات المهبلية أو التناسلية
- الإصابة بـ السيلان أو الكلاميديا
- تكيسات المبايض أو تكيس بطانة الرحم المهاجرة
أسباب نادرة أخرى
- المشيمة المنزاحة في حالات الحمل
- الإجهاض المتكرر أو الحمل خارج الرحم
- اضطراب في سماكة بطانة الرحم أو نمو نسيج يشبهها في مكان غير طبيعي
- التَّنَسُّج أو تضخم بطانة الرحم الداخلي
🔍 في كل حالة، يتم التقييم حسب الحالة الصحية، حجم النزيف، الأعراض المصاحبة، وعوامل الخطر الأخرى مثل السكري أو أمراض القلب.
هل الضغط النفسي يسبب نزول دم من المهبل؟
نعم، التوتر النفسي المزمن قد يؤدي إلى خلل هرموني، وهذا الخلل قد يسبب:
- تأخر أو غياب التبويض
- انخفاض هرمون البروجيستيرون المسؤول عن تنظيم بطانة الرحم
- وبالتالي حدوث نزيف رحمي غير منتظم أو متكرر
⚠️ لكن تجدر الإشارة أن النزيف المهبلي لا يكون سببه الضغط النفسي وحده إلا بعد استبعاد الأسباب الطبية الأخرى، مثل الأورام، الالتهابات، أو اضطرابات الدم.
ما هي الأمراض التي تسبب النزيف؟
إليك قائمة بأهم أمراض الرحم التي تسبب النزيف بالرحم أو المهبل:
نوع المرض | أمثلة | هل تسبب نزيفًا؟ |
---|---|---|
أورام حميدة | الورم الليفي، الزوائد، العضال الغدي | ✅ نعم، خاصةً إذا كانت كبيرة أو داخل تجويف الرحم |
أورام خبيثة | سرطان بطانة الرحم، سرطان عنق الرحم | ✅ وغالبًا يكون النزف شديدًا أو متأخرًا |
أمراض الدم | اضطرابات التخثر، فون ويلبراند | ✅ نتيجة ضعف في تخثر الدم |
الالتهابات التناسلية | PID، الكلاميديا، السيلان | ✅ وتصحبها إفرازات وألم |
اضطرابات الغدة الدرقية | فرط أو خمول الغدة | ✅ تؤثر على الدورة الهرمونية |
تكيس المبايض | PCOS، تكيسات على المبيض | ✅ بسبب اضطراب الإباضة ونمو بطانة الرحم |
مشاكل الحمل | إجهاض، حمل خارج الرحم، مشاكل في المشيمة | ✅ وقد تهدد الحياة أحيانًا |
أمراض مزمنة | السكري، أمراض الكلى أو القلب | ❗ تزيد من حدة الأعراض أو النزيف في بعض الحالات |
وأخيرا، النزيف الرحمي المستمر أو غير المنتظم ليس عرضًا يمكن تجاهله. قد يكون مجرد اضطراب هرموني بسيط، وقد يكون علامة على ورم أو التهاب داخلي أو مرض مزمن في الدم.
🎯 الفحص المبكر والمتابعة مع استشاري متخصص مثل د. سمير عبد الغفار تتيح لكِ خيارات علاج دقيقة، سواء كانت دوائية أو عن طريق الأشعة التداخلية (مثل قسطرة الرحم).