لا شكّ في أن نزيف الرحم الحاد من أكثر الاضطرابات إزعاجًا لدى النساء، خصوصًا عندما يكون السبب ورمًا ليفيًا يُعيق مسار حياتهن الطبيعي. اليوم، لم يعد الحل يقتصر على العمليات الكبيرة، بل باتت قسطرة الرحم بديلًا فعالًا بأقل تدخل جراحي. وهذا الإجراء يُعد أحد أهم الطرق لعلاج نزيف الرحم بسبب الورم الليفي بلا ألم شديد أو فقدان للرحم.
ما هو الورم الليفي الرحمي ولماذا يسبب نزيفًا؟
الورم الليفي (أو التليف الرحمي) هو أحد أكثر الأورام الحميدة شيوعًا لدى النساء، حيث تنمو خلايا العضلي الرحمي بشكل غير طبيعي داخل جدار الرحم أو أحيانًا تحت البطانة المخاطية. ومع أن هذه الأورام لا تُعد سرطانية إلا في حالات نادرة، فإنها قد تؤدي إلى نزيف الرحم الغزير أثناء الدورة الشهرية (الطمث)، أو تسبب نزيفًا مهبليًا غير منتظم.
يعود السبب في هذا النزيف الحاد إلى تدفق الدم الكثيف داخل الأورام الليفية، إذ تنمو وتكبر لتصل إلى حجم كبير في بعض الأحيان، الأمر الذي يزيد من الضغط على الأوعية الدموية الرحميّة والشريان المغذي للورم. عندما يزداد تدفق الدم، قد تلاحظ المرأة نزول كميات كبيرة أثناء الحيض، وصولًا إلى فقدان الحديد من الجسم وتعرضها لمشكلة فقر الدم.
بعض النساء يشتكين أيضًا من ألم حاد أسفل البطن أو آلام أثناء الجماع بسبب وجود الورم الليفي داخل تجويف الرحم أو تحت البطانة الرحمية. قد يؤدي ذلك إلى اضطرابات في الدورة الشهرية وفقدان الراحة النفسية والجسدية في الحياة اليومية، خاصةً إذا استمر النزيف بشكل مستمر أو كان تدفقه غزيرًا.
الأعراض الشائعة لـ نزيف الرحم بسبب الورم الليفي
هناك أعراض عديدة قد تواجهها المرأة المصابة بورم ليفي رحمي، ومن أبرزها:
- نزيف الرحم الغزير: وهو الأكثر شيوعًا، وقد يؤدي إلى ضعف عام وظهور علامات فقر الدم.
- ألم أسفل البطن: قد يكون ألمًا مستمرًا أو متقطعًا، وغالبًا ما يزداد سوءًا أثناء الحيض.
- اضطرابات الحيض: قد تشمل نزيفًا مهبليًا في غير موعد الدورة الشهرية، أو زيادة عدد أيام نزول الدم.
- الضغط على المثانة أو المستقيم: تنمو الأورام الليفية بشكل كبير في بعض الحالات، فتؤدي إلى كثرة التبوّل أو صعوبة في الإخراج.
- تأخر الحمل: في بعض الأحيان، يؤدي الورم إلى مشكلات في الخصوبة أو قد يعيق فرصة إنجاب أطفال.
إذا لاحظت المرأة هذه الأعراض، فمن الضروري التواصل مع الطبيب المختص لتحديد الأسباب بدقة من خلال الفحص الإكلينيكي واستخدام الأشعة التشخيصية مثل الموجات فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي.
قسطرة الرحم: حل مثالي لـ علاج نزيف الرحم بسبب الورم الليفي
قسطرة الرحم (UFE – Uterine Fibroid Embolization) تُعد طريقة طفيفة التوغل ووسيلة فعّالة للسيطرة على النزيف الغزير وعلاج الورم الليفي بدون الحاجة إلى تدخل جراحي كبير. يتم هذا الإجراء عبر إدخال قسطرة صغيرة عن طريق شريان الفخذ أو شريان الرسغ (حسب تفضيل الطبيب وحالة المريضة)، وصولًا إلى الشريان المغذي للورم الليفي. وبعد تحديد موقع الأورام بدقة بواسطة الأشعة، يتم حقن حبيبات دقيقة (جزيئات الانصمام) لتقليل تدفق الدم إلى الورم.
عند منع الدم المغذي للورم الليفي، يبدأ الورم في الانكماش تدريجيًا، ويتقلص حجمه بشكل ملحوظ. هذا يؤدي إلى تحسن الأعراض، وتقليل النزيف الرحمي الغزير، وتخفيف آلام الحيض المصاحبة للأورام الليفية. والأجمل في الأمر أنّ هذا الإجراء غالبًا ما يُجرى بدون تخدير كامل، بل يتم تحت تأثير المخدر الموضعي أو المهدئات الخفيفة، مما يقلل من المضاعفات ويختصر مدة البقاء في المستشفى.
مزايا قسطرة الرحم
- إجراء طفيف التوغل: لا يحتاج الطبيب لفتح البطن أو إزالة الرحم، وبالتالي تتعافى المريضة بسرعة مقارنةً بالجراحة التقليدية.
- حفاظ على الرحم: يُعد الحفاظ على الرحم مهمًا للنساء اللاتي يرغبن في الإنجاب مستقبلًا، وغالبًا لا تؤدي القسطرة إلى أي مشكلة على خصوبة المرأة في حال لم يكن هناك سبب آخر لتأخر الحمل.
- تقليل المخاطر: نسبة حدوث مضاعفات بعد الإجراء تعد منخفضة جدًا مقارنةً بالعمليات الجراحية المفتوحة أو حتى بالمنظار.
- تخفيف الألم: على عكس الجراحة التقليدية التي تسبب ألمًا شديدًا، فإن الألم بعد قسطرة الرحم يكون أخف ويُدار بسهولة باستخدام مسكنات بسيطة.
☑️ الفرق بين الورم الليفي والسرطان في الرحم
رحلة العلاج مع دكتور سمير عبد الغفار: من التشخيص إلى التعافي
عند شعورك بأي أعراض مرتبطة بنزيف الرحم الغزير أو ألم حاد أسفل البطن بسبب ورم ليفي، فإن الخطوة الأولى هي التشخيص الدقيق. وهنا يبرز دور الطبيب في استخدام أفضل الطرق لتحديد الورم الليفي وموقعه وحجمه، بالإضافة إلى تقييم مدى تأثيره على بطانة الرحم وأعضاء الحوض.
كيف تتم قسطرة الرحم لدى د. سمير عبد الغفار؟
- التشخيص والتحاليل: يُجرى فحص بالموجات فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي للتأكد من وجود الورم الليفي، وتحديد عدد الأورام وحجم كل ورم. قد يطلب الطبيب تحاليل الدم للاطمئنان على صحة المريضة ومستوى الهيموجلوبين في حال وجود فقر دم.
- الاستعداد للإجراء: يتم إبلاغ المريضة بالتفاصيل، ويُشرح لها طريقة القسطرة والوسائل المستخدمة لتقليل الألم أثناء الإجراء وبعده.
- إدخال القسطرة: عبر شريان الفخذ (أو الرسغ)، يُدخل الطبيب قسطرة صغيرة باستخدام توجيه الأشعة التداخلية، وصولًا إلى الشريان الرحمي المغذي للورم.
- حقن حبيبات الانصمام: تُستخدم جزيئات صغيرة لقطع الإمداد الدموي عن الورم الليفي (أو الأورام الليفية إذا كانت متعددة).
- انكماش الورم: يبدأ الورم في الانكماش تدريجيًا على مدار الأسابيع والأشهر التالية، وتستمر المريضة في متابعة الطبيب لمراقبة تطور حالتها.
مع انكماش الورم، يقلّ النزيف ويختفي الألم بشكل واضح، وتعود الدورة الشهرية إلى وضعها الطبيعي أو تقلّ غزارتها. وبذلك، يكون العلاج قد تحقق دون الحاجة إلى استئصال الرحم أو الخضوع لعملية جراحية كبرى.
التعافي
- عادةً ما تخرج المريضة من المستشفى خلال 24 ساعة أو أقل.
- قد تشعر ببعض الآلام أسفل البطن، والتي يمكن السيطرة عليها بوسائل دوائية بسيطة.
- تعود غالبية السيدات إلى نشاطهن اليومي خلال أسبوع أو أسبوعين، مقارنةً بفترات النقاهة الطويلة نسبيًا في الجراحة المفتوحة.
خيارات علاج نزيف الرحم بسبب الورم الليفي غير القسطرة
عندما يكون النزيف الرحمي بسبب الورم الليفي في مرحلة متقدمة أو مصحوبًا بأعراض شديدة، يبدأ الطبيب بتقييم الحالة للبحث عن حلول للعلاج. فيما يلي أبرز الخيارات قبل التوجه إلى قسطرة الرحم (UFE):
- الأدوية الهرمونية والدوائية:
- تُستخدم حبوب البروجستين أو حبوب منع الحمل الهرمونية لتقليل النزيف والتحكم في آلام الطمث.
- يمكن تناول حبوب حمض الترانيكساميك (Tranexamic Acid) والتي تساعد على الحد من نزيف الحيض الغزير.
- في بعض الحالات، يتم اللجوء إلى الحقن الهرمونية التي تؤدي إلى انقطاع الطمث مؤقتًا لتقليص حجم الورم الليفي وتقليل الأعراض المرتبطة بالنزيف.
- العلاج بالمنظار أو الجراحة المفتوحة:
- قد يتم استئصال الورم الليفي عن طريق تنظير الرحم (منظار رحمي) أو عن طريق جراحة مفتوحة في حال كان الورم كبيرًا أو يصعب الوصول إليه بالمنظار.
- هذه الطرق قد تكون فعالة في إزالة الورم ولكنها تحمل مخاطرة أعلى من حيث فقدان الدم أثناء العملية أو فترة نقاهة أطول.
- التدخل الجراحي الجزئي أو الكلي:
- في بعض الحالات الشديدة، يلجأ الجراح إلى استئصال الرحم بشكل كامل، خاصةً إن كان الورم الليفي يتكرر أو يتسبب في نزيف حاد مستمر. بالطبع، هذا الخيار يكون آخر الحلول حفاظًا على قدرة المرأة على الحمل والإنجاب.
رغم أن هذه العلاجات يمكن أن تكون مفيدة، إلا أن العديد من النساء لا يفضّلن الجراحة المفتوحة بسبب طول فترة التعافي أو بسبب الرغبة في الحفاظ على الرحم. لذلك، ظهرت وسيلة حديثة فعّالة تُعرف باسم قسطرة الرحم أو الانصمام الرحمي.
☑️ تجربتي في القضاء على الورم الليفي
هل تحتاجين إلى استشارة أو حجز موعد؟
إذا كنتِ تعانين من نزيف رحمي حاد بسبب ورم ليفي، وترغبين في تجنب الجراحة المفتوحة أو الاستئصال الكامل للرحم، فقد تكون قسطرة الرحم هي الخيار الأنسب لك. د. سمير عبد الغفار هو استشاري الأشعة التداخلية الذي يقدم هذا الإجراء بمهارة عالية وخبرة طويلة. الهدف هو تخفيف النزيف، تقليص الورم، والحفاظ على الرحم دون تعريضك لمضاعفات الجراحة الكبرى.
للتواصل في لندن – المملكة المتحدة:
- رقم العيادة: 00442081442266
- رقم الواتساب: 00447377790644
للتواصل في مصر:
- رقم حجز القاهرة: 00201000881336
- رقم الواتساب: 00201000881336
لا تترددي في الحصول على استشارة مباشرة لمعرفة ما يناسب حالتك. فكل حالة تختلف عن الأخرى، وقد تحتاج بعض النساء إلى أدوية إضافية أو وسائل مساعدة للسيطرة على الأعراض، بينما تكتفي أخريات بإجراء القسطرة واستكمال مرحلة التعافي. المهم هو إيجاد السبيل الأمثل الذي يجعلك تتخلصين من النزيف الشديد والألم، وتحافظين على صحتك وجودة حياتك.