الأورام الليفية من الحالات المرضية التي تصيب الرحم، ولكن متى يكون حجم الورم الليفي خطير؟ يعتمد ذلك على تأثيره على وظائف الجسم مثل الحمل والحيض، وأعراض مثل الألم أو النزيف الشديد.
متى يكون حجم الورم الليفي خطير؟
تتفاوت خطورة الورم الليفي (الورم العضلي الرحمي الحميد) باختلاف:
- حجمه
- عدد الأورام الليفية
- موقعها داخل الرحم أو على جداره.
عندما يبلغ حجم الورم الليفي حدًّا كبيرًا قد يصل إلى عدة سم أو بوصات، فإنّه يمكن أن يضغط على الأعضاء المحيطة مثل المثانة، أو الأمعاء، أو حتى يؤثر على الجنين أثناء الحمل.
حجم الورم الليفي الخطير يُعد أحد عوامل خطورة مهمة، فإذا تجاوز قطره حوالي 5 سم أو أكثر، قد تظهر أعراضًا قوية مثل ألم شديد، نزيف الرحمي، أو شعور بضغط في البطن.
في بعض الحالات، قد يزداد حجم هذا الورم الليفي بشكل سريع، الأمر الذي يرفع احتمال حدوث مشاكل أهم، مثل منع الحمل أو التسبب في حدوث إجهاض. ورغم أنّ الورم الليفي غالبًا ما يكون حميدًا وليس سرطانيًا، إلا أنّ كِبَر حجمه بصورة غير طبيعية قد يدفع الأطباء للتدخل واستئصاله لتجنب الأعراض الخطيرة والمضاعفات المصاحبة.
حجم الورم الليفي الطبيعي
قد يتراوح حجم الورم الليفي الطبيعي بين بضعة ملليمترات إلى عدة سم. في الحالات البسيطة، يظل الورم صغيرًا مثل ثمرة البلوط أو المانجو الصغيرة، وقد لا يتسبب في ظهور أي أعراض. إنّ العديد من النساء تعيش مع أورام ليفية صغيرة دون الشعور بأي مشاكل حقيقية؛ إذ لا يؤدي الورم الليفي الصغير عادةً إلى نزيف حاد أو آلام شديدة أو ضغطًا واضحًا على الأعضاء.
من المهم التذكير بأنّ الورم الليفي طبيعي في شكله البنيوي كونه نسيجًا عضليًا رحميًا حميدًا، وليس له صلة مباشرة بالتحول إلى خبيث في معظم الحالات. ومع ذلك، يجب متابعة حجمه وموقعه بشكل دوري عن طريق الطبيب المختص، لأنّ هذا النمو الرحمي قد يتأثر بعوامل عدة مثل هرمونات الجسم، أو فترة الحمل، أو سن المرأة، أو زيادة الوزن.
هل الورم الليفي يكبر مع الوقت؟
نمو الورم الليفي يختلف بشكل كبير من امرأة إلى أخرى. في بعض الحالات، قد يزداد حجمه بمرور الوقت، وخاصةً إذا كانت الهرمونات في حالة تحفيز مستمر. كما قد يكبر الورم الليفي أثناء الحمل بسبب ارتفاع مستويات الإستروجين، أو عندما يزداد وزن المرأة بشكل كبير. وقد تلاحظ المريضة أنّ بطنها بدأت تبدو كأنها حامل في مرحلة مبكرة، أو يظهر ألم مفاجئ في منطقة أسفل البطن، أو يزداد النزيف خلال الدورة الشهرية.
إنّ عدم ظهور الأعراض بشكل واضح لا يعني بالضرورة أنّ الورم لا يكبر، فقد يستمر النمو البطيء دون ظهور أعراض مزعجة. لهذا السبب، يوصي الأطباء بمتابعة دورية لتحديد ما إذا كان الورم يكبر أم يبقى صغيرًا. وفي حال زاد الورم وظهر نزيف أو ألم شديد، فإنّ التدخل العلاجي قد يصبح ضروريًا لتجنب المضاعفات.
كيف أعرف أنّ الورم الليفي كبر؟
هناك عدة علامات قد تشير إلى زيادة حجم الورم الليفي. أولى هذه العلامات هي الشعور بزيادة في حجم البطن بشكل ملحوظ، وكأنّ المريضة حامل في أشهر متقدمة. ثانيًا، قد يزداد الألم أو الضغط في منطقة الحوض، أو يظهر ألم شديد أثناء الجماع أو الدورة الشهرية. كما يمكن أن يسبب الورم نزيفًا رحميًا غزيرًا أو أطول مدةً من المعتاد، وقد يؤثر على نشاط المرأة اليومي، كما يؤدي إلى فقر الدم نتيجة فقدان الدم المتواصل.
في بعض الحالات، قد تلاحظ المرأة تغيّرات في الجهاز البولي، مثل الحاجة المتكررة للتبول أو عدم القدرة على تفريغ المثانة بالكامل، لأنّ الورم يضغط على الأعضاء المجاورة. وفي حال أثّر الورم على الأمعاء، قد تظهر مشاكل الإمساك أو زيادة الغازات.
متى يكون حجم الورم الليفي كبير؟
يتساءل الكثيرون عن الوقت الذي يمكن القول فيه إنّ حجم الورم الليفي أصبح كبيرًا. ليس هناك رقم واحد مطلق، لكن غالبًا ما يعتبر الورم كبيرًا إذا تجاوز 5 سم (أي حوالي حجم ثمرة البابايا)، وفي بعض الأحيان إذا اقترب من 10 سم (مما يماثل ثمرة البطيخ الصغيرة). ومع ذلك، قد يختلف الحدّ الفاصل تبعًا لعوامل عديدة مثل موقع الورم داخل الرحم أو خارجه (تحت المخاطي أو فوق العضلي)، وحالة المريضة الصحية، وعوامل أخرى مثل السن، ومستوى الهرمونات، وحالة الإنجاب.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للورم الليفي الضخم أن يؤدي إلى مشاكل جسيمة؛ فربما يمنع انغراس الجنين في جدار الرحم، أو يسبب نزيفًا مفرطًا يؤدي إلى عدم قدرة المرأة على مواصلة الأنشطة اليومية. وهنا يكون التدخل الجراحي أو العلاجي بطرق الأشعة التداخلية، مثل التي يقدمها د. سمير عبد الغفار، ضروريًا للتخلص من الورم أو تقليل حجمه.
هل يعود الورم الليفي في الرحم بعد استئصاله؟
تختلف احتمالية عودة الورم الليفي بناءً على عدة عوامل، وتشمل:
- العوامل الوراثية والهرمونية: تؤثر الهرمونات مثل الإستروجين على نمو الأورام الليفية، وعادة ما يزيد خطر الإصابة بالأورام الليفية خلال فترة الطمث. بعد انقطاع الطمث، يتقلص خطر حدوث الأورام.
- حجم الورم: الورم الصغير قد لا يتسبب بمشاكل كبيرة، ولكن إذا كان الورم كبيرًا لدرجة أنه يضغط على الأعضاء المجاورة، فإن إزالته قد تكون ضرورية لتخفيف الأعراض. بعد إزالته، يعتمد احتمال عودته على مدى إزالة الأنسجة المتأثرة بالكامل.
- عدد الأورام: فبعض النساء يعانين من ورم ليفي واحد، بينما قد تتطور عند البعض الآخر مجموعة من الأورام. عدد الأورام وموقعها يؤثر بشكل كبير على احتمالية عودتها بعد الإزالة.
ورم ليفي حجمه 7 سم | هل هو خطير؟
لا يمكن الجزم بخطورة ورم ليفي بحجم 7 سم خطيراً. ولكن، قد يسبب بعض الأعراض المزعجة، مثل:
- ألم في الحوض.
- نزيف حاد أو مطول.
- تمدد الرحم أو تشوهه.
- مشاكل في الحمل والولادة.
- فقر الدم بسبب النزيف المفرط.
يجب عليك دائمًا استشارة الطبيب لتقييم حالتك بشكل صحيح وتحديد ما إذا كان الورم الليفي بحجم 7 سم خطيرًا بالنسبة لك. سيقوم الطبيب بإجراء فحص شامل، بما في ذلك:
- فحص الحوض.
- الموجات فوق الصوتية.
- تصوير بالرنين المغناطيسي.
بناءً على نتائج الفحوصات، سيحدد الطبيب أفضل مسار علاجي لك.
الأسئلة الشائعة
هل يمكن التعايش مع الورم الليفي في الرحم؟
نعم، يمكن التعايش مع الورم الليفي إذا كان صغيرًا ولا يسبب أعراضًا مزعجة. تنمو بعض الأورام بشكل بطيء، ولا تسبب مشاكل فعلية، بينما تحتاج أخرى إلى المتابعة أو التدخل العلاجي إذا زاد حجمه أو ظهرت أعراض تؤثر على الحياة اليومية.
متى يتم استئصال الرحم بسبب الورم الليفي؟
يعد استئصال الرحم قرارًا كبيرًا يتخذه الطبيب عندما يكون الورم ضخمًا جدًا، أو عندما يتسبب في نزيف حاد ومؤثر على الصحة العامة، أو يعيق الإنجاب في حال رغبة المرأة في الحفاظ على حمل مستقبلي. يعتمد ذلك على موقع الورم، وحجمها، وعددها، إضافةً إلى عمر المريضة ورغبتها في الإنجاب.
هل يتحول تليف الرحم إلى سرطان؟
على الرغم من أنّ الأورام الليفية تُعد حميدة في معظم الحالات، فإنّ سؤال “هل يتحول تليف الرحم إلى سرطان؟” مشروع ومهم. الإجابة هي أنّ نسبة تحوّل الورم الليفي الرحمي إلى ورم سرطاني (لخبيث) تعد ضئيلة جدًا ولا تتجاوز 1%. التليف الرحمي (الورم العضلي الغدي أو الليفي الغدي) لا يرتبط بشكل شائع بظهور سرطان الرحم أو أورام سرطانية أخرى. ومع ذلك، يُنصح دائمًا بمتابعة الطبيب المختص للتأكد من سلامة الحالة، لأنّ مجرد وجود ورم رحمي كبير قد يتسبب في أعراض خطيرة تتطلب تدخلًا علاجيًا.
متى يتحول الورم الليفي إلى سرطان؟
من النادر جدًا أن يتحول الورم الليفي الرحمي إلى ورم سرطاني. وفرصة التحول غالبًا أقل من 1%. إن كنتِ تشعرين بأي أعراض شديدة أو لاحظتِ زيادة غير طبيعية في الحجم، يجب استشارة الطبيب للتحقق واستبعاد وجود أي ورم سرطاني.