قد يلاحظ بعض الأشخاص انتفاخًا في الرقبة أو ظهور أعراض غير مفسّرة مثل صعوبة البلع أو بحة في الصوت، وهنا يبدأ السؤال: هل أعاني من تضخم الغدة الدرقية؟ 🤔
تشخيص هذه الحالة لا يعتمد على العرض وحده، بل يتطلب الفحوصات السريرية، اختبارات الدم، وطرق التصوير الطبي التي يجريها الطبيب المتخصص بدقة لتحديد السبب وخطة العلاج الأنسب. تعرف معنا علي كيف يتم تشخيص تضخم الغدة الدرقية؟
ما هو تضخم الغدة الدرقية؟
- الغدة الدرقية: غدة صغيرة على شكل فراشة تقع في مقدمة الرقبة أسفل تفاحة آدم.
- التضخم: يعني زيادة حجم الغدة الدرقية بشكل واضح أو خفي.
- قد يكون تضخم الغدة نتيجة:
- نقص اليود.
- فرط نشاط الغدة الدرقية أو قصور الغدة الدرقية.
- وجود عقيدات أو أورام حميدة.
- أحيانًا أمراض مناعية مثل التهاب الغدة الدرقية المزمن.
كيف يتم تشخيص تضخم الغدة الدرقية؟
تشخيص تضخم الغدة الدرقية يتم على عدة مراحل يحددها الطبيب المتخصص للتأكد من السبب ووضع خطة العلاج المناسبة. إليك أهم الطرق:
1. الفحص السريري والتاريخ المرضي
- يبدأ الطبيب بجمع التاريخ المرضي للمريض: أعراضه، عادات غذائية، تناول اليود أو أدوية معينة.
- يقوم الطبيب بـ الفحص البدني (clinical exam) حيث يلمس الرقبة ليتأكد من وجود عقيدات أو تضخم.
- هذه الخطوة تساعد في الكشف الأولي لكنها لا تكفي وحدها لتأكيد التشخيص.
2. اختبارات الدم 🧪
اختبارات وظائف الغدة الدرقية تعتبر الخطوة الأساسية:
- مستويات هرمون الثيروكسين (T4) والهرمون الثلاثي T3: لتقييم وظيفة الغدة.
- اختبار TSH: لقياس كمية الهرمون المحفز للغدة الدرقية الذي تفرزه الغدة النخامية.
- هذه الفحوصات توضح ما إذا كان التضخم مرتبطًا بـ قصور الغدة الدرقية، فرط النشاط أو أنه تضخم حميد بدون تأثير على الهرمونات.
3. الموجات الصوتية (سونار)
- الموجات الصوتية تعد الوسيلة الأكثر شيوعًا لتصوير الغدة.
- تساعد في تحديد:
- الحجم الدقيق للغدة.
- وجود عقيدات صغيرة أو كبيرة.
- هل العقيدات صلبة أم مملوءة بالسوائل؟
- ميزة السونار أنه آمن، سريع، وبدون أي إشعاع.
4. فحوصات الاشعاعية الاخرى
- التصوير المقطعي المحوسب (CT scan) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يُطلب فقط إذا كان التضخم كبيرًا جدًا ويمتد داخل الصدر أو يضغط على القصبة الهوائية.
- اليود المشع (Radioactive iodine uptake): يُستخدم في بعض الحالات لتحديد وظيفة العقيدات وهل هي نشطة أو خاملة.
5. الخزعة بالإبرة (FNA)
- إذا لاحظ الطبيب وجود عقدة مشبوهة، يتم إدخال إبرة دقيقة لسحب عينة من خلايا الغدة.
- تُفحص العينة تحت المجهر للتأكد من أنها حميدة أو سرطانية.
- هذا الإجراء يُعتبر آمنًا ودقيقًا ويُستخدم فقط في الحالات التي تستدعي ذلك.
دور الغدة النخامية في التشخيص
- الغدة النخامية تلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم عمل الغدة الدرقية من خلال هرمون TSH.
- أي اضطراب في النخامية قد يؤثر بشكل مباشر على نشاط الغدة الدرقية ويؤدي إلى التضخم.
أعراض تضخم الغدة الدرقية 📌
تشمل الأعراض الشائعة التي قد تستدعي زيارة الطبيب:
- انتفاخ في منطقة الرقبة.
- صعوبة في البلع أو التنفس نتيجة الضغط على القصبة الهوائية.
- بحة في الصوت أو تغيراته.
- الشعور بوجود كتلة في الحلق.
- في بعض الحالات: زيادة أو نقص في هرمونات الغدة الدرقية مما يؤدي إلى أعراض مثل:
- زيادة ضربات القلب والتعرق (فرط النشاط).
- الخمول، زيادة الوزن، والشعور بالبرد (قصور الغدة).
متى يجب زيارة الطبيب؟ ⚠️
- عند وجود صعوبة في البلع أو التنفس.
- إذا لاحظت انتفاخًا في الرقبة أو كتلة غير طبيعية.
- إذا ظهرت أعراض خمول الغدة الدرقية (التعب، زيادة الوزن، بطء التفكير).
- أو علامات فرط النشاط (زيادة التعرق، فقدان الوزن السريع، تسارع ضربات القلب).
خيارات العلاج بعد التشخيص 💊
- المتابعة فقط: إذا كان التضخم بسيطًا ولا يسبب أعراضًا.
- العلاج باليود المشع: في بعض الحالات الخاصة.
- العلاج الدوائي: لتعديل مستويات الهرمونات مثل استخدام جرعات من هرمون الثيروكسين.
- الجراحة: في حالات التضخم الكبير جدًا أو وجود أورام مشبوهة.
- العلاج بالتقنيات الحديثة: مثل التردد الحراري أو قسطرة الغدة الدرقية بالأشعة التداخلية، وهو ما يقدمه د. سمير عبد الغفار كبديل آمن وفعال عن الجراحة التقليدية.
وأخيرا، تشخيص تضخم الغدة الدرقية يعتمد على مجموعة من الخطوات تبدأ بـ الفحص السريري وتمر عبر اختبارات الدم والتصوير بالموجات الصوتية، وصولًا إلى أخذ عينة بالإبرة عند الحاجة.
كل هذه الإجراءات تهدف إلى تحديد السبب بدقة ووضع خطة العلاج الأنسب لحالة كل مريض.
مع تطور الأشعة التداخلية أصبح بالإمكان علاج هذه المشكلة بطرق أقل خطورة وأكثر أمانًا، دون الحاجة إلى جراحة مفتوحة.