تخيّلي أن الألم الشهري يتحوّل إلى كابوس يُقيّد حركتك ويحتل تفكيرك كل شهر… هذا هو التغدد الرحمي، أحد المشكلات النسائية المزعجة. يدور التساؤل الأبرز حوله: هل يتحول التغدد الرحمي إلى سرطان؟ الإجابة قد تفاجئك وتمنحك الاطمئنان في آن واحد.
التعريف بالتغدد الرحمي: ما هو ومتى يظهر؟
يُعدّ التغدد الرحمي (Adenomyosis) حالة تنتج عن وجود خلايا من بطانة الرحم داخل النسيج العضلي للرحم (العضال الرحمي). هذه الخلايا المهاجرة تنمو بشكل غير طبيعي، فتُسبّب زيادة في سُمك جدار الرحم، ما يؤدي إلى تضخّم الرحم أو شعور بالامتلاء في أسفل البطن. على الرغم من أنّها حالة حميدة في معظم الحالات، فإنّ الآراء تتعدّد بشأن ارتباطها المباشر بتحوّلها إلى السرطان.
قد يظهر التغدد الرحمي لدى النساء في سنوات الخصوبة، ويُعتقد أنّ العوامل الهرمونية قد تلعب دورًا مهمًا في نشأته، إذ ترتبط نسبة الإصابة بمعدلات ارتفاع هرمون الإستروجين، الذي يحرّك نمو هذه الخلايا. وبالرغم من أنّ التغدد الرحمي ليس بالضرورة أن يُسبب العقم، إلا أنّه قد يؤثّر على انتظام الدورة الشهرية وقد يخلق صعوبات أحيانًا في حدوث الحمل.
هل يتحول التغدد الرحمي إلى سرطان؟
يطرح الكثيرون سؤالًا مباشرًا: هل يتحول التغدد الرحمي إلى سرطان؟ الإجابة المختصرة هي أنّه في معظم الحالات لا يتحول التغدد الرحمي إلى ورم سرطاني. فهو ينمو في صورة أورام حميدة داخل الرحم، تشبه في بعض النواحي الأورام الليفية من حيث تأثيرها على حجم الرحم أو معدل النزف.
وعلى الرغم من أنّ التحول السرطاني نادر جدًا، فإن هناك نقاشًا طبيًا مستمرًا حول “التحوّلات الغدية” داخل الرحم وإمكانية أن تؤدي إلى سرطانات رحمية في بعض الظروف النادرة.
عندما نتحدث عن “تحول سرطاني” أو عن “تحول التغدد الرحمي إلى سرطان”، تتجه الأنظار إلى مجموعة محدودة من الحالات الطبية التي شهدت فيها بعض النساء تغيرات في الخلايا ببطانة الرحم بشكل سرطاني بطيء.
لكنّ الدراسات تشير إلى أنّ احتمالية حدوث هذا السيناريو ضئيلة جدًا، خاصةً عند مقارنته بـأمراض أخرى مثل أورام عنق الرحم (CIN) التي تُعرف بمرحلة ما قبل السرطان أو السرطان الحليمي المرتبط بفيروس البشري HPV. ومع ذلك، من المهم متابعة المريضة طبيًا بشكل مستمر، لأنّ إهمال الأعراض قد يفتح الباب لظهور مضاعفات أخرى.
للتوضيح، لا يتحول التغدد الرحمي في حد ذاته إلى سرطان عنق الرحم أو سرطان الرحم الحليمي. إنما النقطة الجوهرية هي كون بعض الآفات الغدية في داخل الرحم يمكنها أن تتطور في حالات نادرة إذا تضافرت العوامل الوراثية، ونقص المناعة، وأيضًا وجود محفزات أخرى مثل التدخين، وهذه الظروف قد تزيد من قابلية الخلايا للتحوّل. لكن يظل هذا استثناء لا يُبنى عليه الحكم على مدى خطورة التغدد الرحمي في مجمله.
الأسباب والعوامل المؤثرة في التطور أو التحول
يُعد فهم الأسباب الكامنة وراء ظهور التغدد الرحمي وأي احتمالٍ لـ”تحول” مهمًا لأي سيدة تواجه هذه الحالة. ومن بين العوامل التي تُساهم في ظهور التغدد الرحمي:
- عدم الاتزان الهرموني: تؤدي الاضطرابات في مستويات الإستروجين والبروجستيرون إلى تحفيز نمو الخلايا داخل الرحم، بما فيها تلك التي قد تكون مصابة أو مهاجرة من بطانة الرحم.
- الوراثة والجينات: بعض النساء لديهن استعداد وراثي لظهور الأورام أو الاضطرابات الرحمية، وقد تمثل هذه الجينات عاملًا يزيد خطر الإصابة بأمراض الرحم المختلفة، وإن كانت نسبة انتشار هذه الجينات محدودة.
- تعدد الولادات الطبيعية: قد تسهم الولادة الطبيعية المتكرّرة في تغيّرات بجدار الرحم، ما يتيح للخلايا ببطانة الرحم أن تهاجر إلى الداخل (العضلي) أو تسبب نوعًا من عدم انتظام توزيع النسيج الرحمي.
- العوامل المناعية: هناك من يشير إلى أنّ نقص المناعة أو وجود خلل مناعي قد يمهد الطريق لنمو الخلايا السرطانية أو دعم بقاء الخلايا المنتبذة فترة أطول.
- عوامل أخرى مرتبطة بنمط الحياة: مثل التدخين، والوزن الزائد، وبعض العوامل الغذائية، وربما حتى استخدام أنواع محددة من الأدوية الهرمونية أو الإفراط في استخدام الأعشاب كجوزة الطيب وغيرها.
من المهم ذكر أنّ هذه العوامل لا تعني حتمًا تحول التغدد الرحمي إلى سرطان، بل قد تزيد من احتمالية التغيّرات الخلوية غير المرغوبة. ويظل مدى هذا التأثير مرهونًا بكل حالة على ح
أعراض التغدد الرحمي وطرق التشخيص
يتميز التغدد الرحمي بمجموعة من الأعراض التي قد تختلف شدتها بين امرأة وأخرى. أبرز تلك الأعراض:
- آلام الدورة الشهرية الشديدة: عادة ما يُرافق التغدد الرحمي نزيف حاد خلال الدورة الشهرية، مع تقلّصات مؤلمة للغاية. قد يمتد الألم إلى البطن، وقد تشعر المرأة بضغط يمتد إلى منطقة الحوض.
- النزيف الغزير أو غير المنتظم: قد يحدث نقص في نسبة الحديد لدى المرأة بسبب النزيف الزائد، ما يؤدي إلى الشعور بالوهن والتعب.
- انتفاخ الرحم وزيادة حجمه: تشعر بعض النساء كما لو أنّ الرحم يصل إلى حجم أكبر من الطبيعي، أو يشبّهونه أحيانًا بحجم كرة صغيرة داخل الحوض.
- آلام أثناء العلاقة الجنسية: نتيجة لامتداد النسيج المهاجر بالقرب من مناطق حساسة في جدار الرحم أو عنق الرحم، فتظهر آلام مزعجة أثناء الجماع.
- الآثار النفسية: الألم المزمن والتعب وقلة النوم قد ينعكس على الحالة المزاجية، وربما يؤدي إلى الاكتئاب والقلق.
أما طرق التشخيص فتتضمّن:
- الفحص السريري: يقوم الطبيب بتحسس حجم الرحم، والبحث عن أي أورام أو انتفاخات.
- السونار (الموجات فوق الصوتية): يبيّن زيادة سُمك العضال الرحمي، ويكشف عن وجود “جيوب” أو مناطق غير منتظمة داخل النسيج.
- الرنين المغناطيسي: يساعد في رؤية أدق للتكوينات داخل الرحم وتحديد مدى انتشار التغدد الرحمي.
- تحاليل الدم: قد تُظهر نقص الحديد، أو تعطي مؤشرات على التهابات محتملة.
لا يتوقف التشخيص عند توثيق التغدد الرحمي، بل يتابع الطبيب المريضة لفترة زمنية للتأكد من عدم تطور أي آفات غير حميدة أو سرطانية.
العلاج بقسطرة الرحم مع د. سمير عبد الغفار
تُعد قسطرة الرحم (Uterine Artery Embolization) إحدى التقنيات الحديثة والفعالة في علاج التغدد الرحمي والأورام الليفية (Fibroids) على حد سواء. ورغم أنّ التفكير التقليدي كان يشير إلى الحل الجراحي كاستئصال الرحم أو استئصال الأنسجة المريضة، فإنّ تقنيات الأشعة التداخلية توفّر بديلًا يخفف من مخاطر الجراحة الكبرى.
كيف يتم العلاج بقسطرة الرحم؟
- يقوم طبيب متخصص في الأشعة التداخلية، مثل د. سمير عبد الغفار، بإدخال قسطرة رفيعة عبر شريان صغير (عادةً من منطقة الفخذ) للوصول إلى الشريان المغذي للخلايا المهاجرة أو الورم داخل الرحم.
- يحقن الطبيب جسيمات دقيقة تعمل على إغلاق هذا الشريان، ما يمنع تدفق الدم إلى الخلايا المريضة، فيؤدي إلى انكماشها ببطء.
- يتم هذا الإجراء عادة تحت تخدير موضعي، ويُتيح للمريضة التعافي السريع والعودة إلى حياتها الطبيعية في فترة قصيرة.
نتائج قسطرة الرحم
- تخفيف الآلام: يقل النزيف وتتحسن حدة آلام الدورة الشهرية.
- حفظ الرحم: تبقى أنسجة الرحم السليمة دون استئصال، مما يحافظ على خصوبة المرأة وفرصها في الإنجاب مستقبلًا.
- تجنب المضاعفات الجراحية: لا حاجة لشق جراحي كبير أو مبيت طويل بالمستشفى، ما يقلل من فترة النقاهة ومخاطر العدوى.
- فعالية طويلة المدى: في كثير من الحالات، يكون التحسّن مستمرًا ولا تحتاج المريضة لإجراءات إضافية مستقبليًا إذا تم اختيار الحالة بدقة.
إنّ علاج التغدد الرحمي بقسطرة الرحم لا يضمن الوقاية التامة من أي تحوّل سرطاني لاحق، لكنه يقضي على البيئة الخصبة التي تسمح باستمرار نمو الخلايا غير الطبيعية. ويظل التواصل والمتابعة الدورية مع الطبيب أمرًا المهم لكشف أي تغييرات محتملة في الوقت المناسب.
وأخيرا، في حال كنتِ مصابة بتغدد رحمي أو تعانين من أعراض مشابهة، فلا تترددي في استشارة مختص بالأشعة التداخلية. إنّ د. سمير عبد الغفار استشاري الأشعة التداخلية يقدم قسطرة الرحم باعتبارها حلًا فعّالًا يدمج بين الأمان والسرعة، ويُبقي على الرحم سليمًا. احصلي على المعلومات الصحيحة، واطلعي على كل الخيارات العلاجية قبل اتخاذ القرار.
لندن – المملكة المتحدة
- رقم العيادة: 00442081442266
- رقم الواتساب: 00447377790644
مصر
- رقم حجز القاهرة: 00201000881336
- رقم الواتساب: 00201000881336
تواصلي الآن ولا تدعي القلق يمنعك من استعادة صحتك وسعادتك. تغلبي على الخوف بالمعرفة، وتذكري أن العناية بصحتك النسائية هي استثمارك الأكبر في حياتك وحياة أسرتك. فبالاطمئنان والمتابعة المستمرة، يمكنك التمتع بحياة أكثر راحة وطمأنينة، بعيدًا عن هواجس سرطان الرحم أو الخوف من تطورات التغدد الرحمي، خاصةً حين يكون بين يديك خيار علاجي حديث مثل قسطرة الرحم.