على ماذا يتغذى الورم الليفي في الرحم؟ لفهم هذا الأمر، من المهم معرفة العوامل التي تسهم في نمو الأورام الليفية. في هذا المقال، نتعرف على كيف يتغذى ورم ليفي والعوامل التي تؤثر عليه، مما يساعدنا في فهم أفضل لكيفية التعامل معه والحد من تأثيره على الصحة العامة.
على ماذا يتغذى الورم الليفي في الرحم؟
الورم الليفي (Uterine Fibroid) هو ورم حميد يتكون من خلايا عضلية ليفية تنمو في جدار الرحم أو داخله. ما يميز هذه الأورام أنها غالبًا ما تعتمد في نموها على الهرمونات الأنثوية، وخاصة هرمون الإستروجين والبروجسترون. عندما ترتفع مستويات هذه الهرمونات في الجسم خلال سنوات الإنجاب، تجد الأورام الليفية الرحمية بيئة خصبة للتمدد وزيادة الحجم.
بعبارة أبسط، الورم الليفي يتغذى على الهرمونات الأنثوية والتي تنتقل عبر مجرى الدم. إذًا، كلما كانت مستويات الإستروجين والبروجسترون عالية، ازداد “وقود” الورم الليفي. وقد تتأثر مستويات هذه الهرمونات بعوامل مثل النظام الغذائي، الوزن، والاضطرابات الهرمونية. لهذا السبب، من المهم الحفاظ على نمط حياة صحي وتغذية مناسبة لتقليل فرص زيادة حجم الورم الليفي.
ما الذي يسبب نمو الأورام الليفية؟
لا يوجد سبب واحد وواضح وراء تشكُّل الأورام الليفية، لكن هناك عدة عوامل تلعب دورًا رئيسيًا في ظهورها ونموها:
- العوامل الهرمونية: إفراز الإستروجين والبروجسترون بكميات مرتفعة يُعزز من نمو الخلايا الليفية في جدار الرحم.
- العوامل الوراثية: قد تلعب الجينات دورًا في احتمالية الإصابة بالأورام الليفية، إذ لوحظ زيادة انتشارها في عائلات معينة.
- السمنة: زيادة الوزن تؤثر على مستويات الهرمونات في الجسم، ما قد يجعل الرحم بيئة مناسبة لنمو هذه الأورام.
- السن والإنجاب: تظهر الأورام الليفية عادةً في سنوات الإنجاب، وقد تتضاءل أو تختفي بعد انقطاع الطمث نتيجة انخفاض الهرمونات.
بشكل عام، يعتبر نمط الحياة الصحي من أهم السُبُل للحد من نموها. إذ إن تناول الأطعمة الغنية بالألياف والفواكه والخضروات، والابتعاد عن اللحوم المصنعة، قد يقلل من معدل إفراز الهرمونات.
طرق علاج اورام الرحم الليفية
إذا كنتِ تعانين من أعراض مزعجة مثل النزيف الغزير أو آلام الحوض، فقد تفكرين في العلاج الجراحي التقليدي، ولكن دعينا نُسلّط الضوء على حل أكثر دقة وراحة: قسطرة الرحم بالأشعة التداخلية.
الأشعة التداخلية (Interventional Radiology) هي تقنية حديثة يستخدم فيها الطبيب الأشعة لتوجيه أدوات دقيقة للغاية داخل الجسم دون حاجة لإجراء شق جراحي كبير. من أبرز مزايا هذا الإجراء:
- عدم الحاجة إلى جراحة كبرى: الإجراء يعتمد على إدخال قسطرة عبر شريان الفخذ والوصول إلى شريان الورم الليفي وحقن مادة تعمل على سد تغذية الورم.
- فترة نقاهة قصيرة: يمكنكِ العودة إلى حياتك الطبيعية خلال أيام قليلة بدلًا من أسابيع طويلة تتطلّبها الجراحة التقليدية.
- الحفاظ على الرحم: بعكس بعض الحلول الجراحية التي قد تؤدي إلى استئصال الرحم، تحافظ الأشعة التداخلية على القدرة الإنجابية.
هذه الطريقة يستخدمها الدكتور سمير عبد الغفار، استشاري الأشعة التداخلية، بحرفية عالية، لتقديم رعاية دقيقة للنساء اللاتي يعانين من الأورام الليفية. قد يشبه هذا الإجراء عملية “تجويع” الورم الليفي، إذ يتم قطع الدم والأكسجين عنه، فينكمش تدريجيًا ويختفي دون الحاجة للجراحة.
فيتامينات تحارب ألياف الرحم
من المهم إدراك أن هناك بعض الفيتامينات والعناصر الغذائية التي يمكن أن تلعب دورًا في دعم صحة الرحم والتقليل من فرص نمو الأورام الليفية:
- فيتامين د: تشير بعض الأبحاث إلى أن نقص فيتامين د قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالأورام الليفية، لذا يُنصَح بالتعرّض لأشعة الشمس بشكل معتدل أو تناول مكملات فيتامين د تحت إشراف طبي.
- فيتامين سي: يُعزز مناعة الجسم ويحافظ على صحة الأنسجة والأوعية الدموية، ما قد يقلل احتمالات التهاب الأنسجة المحيطة بالورم الليفي.
- فيتامين إي (E): يدعم الخلايا ويحميها من التلف التأكسدي، مما يساعد في الحفاظ على أنسجة الرحم بشكل صحي.
- الأطعمة الغنية بالألياف: مثل الخضروات والفواكه والبقوليات تساعد في تنظيم مستويات الهرمونات وتجنب زيادة الإستروجين.
لا نقول إن الفيتامينات وحدها ستحل المشكلة، ولكنها تُعزز قدرة الجسم على مقاومة الاضطرابات الهرمونية وتساهم في تقليل فرص تزايد حجم الورم.
ماذا يأكل مريض الورم الليفي؟
- زيادة تناول الماء
- الدهون الصحية
- تجنب اللحوم الحمراء
- الحد من الأطعمة المصنعة والسكريات
- تناول الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم
شكل الورم الليفي في الرحم
التليف هو كتلة ليفيّة تتكون بشكل رئيسي من خلايا عضلية وأنسجة ضامة. يظهر أحيانًا في شكل بارز داخل تجويف الرحم أو خارجه، وقد يكون صغيرًا جدًا أو يصل إلى حجم كبير.
هل الورم الليفي يكبر بسرعة؟
قد ينمو بسرعة إذا توفر عامل زيادة إفراز الهرمونات الأنثوية، أو توافرت حالة السمنة والاضطرابات الغذائية. في بعض الحالات، نما الليف بسرعة وبدأ بالضمور لاحقًا عند انقطاع الطمث، إذ يقل إفراز الهرمونات ويحدث الانكماش. كذلك تؤثر جودة الغذاء (الخضار والفواكه ومجموعة الألياف) في منع زيادة نموها أو تطورها.
متى يكون حجم الورم الليفي خطير؟
رغم أن الأورام الليفية حميدة في معظم الأحيان، قد يصبح حجمها مثيرًا للقلق إذا:
- تجاوزت حجمًا معينًا: بحيث تبدأ في الضغط على المثانة أو المستقيم وتسبب إزعاجًا في التبول أو الإخراج.
- تسببت في نزيف حاد: إذا كنتِ تعانين من نزيف شديد أثناء الحيض أو بين الدورات الشهرية، فهذا يستدعي تدخلاً طبيًا.
- نتج عنها ألم شديد: الألم المستمر في منطقة الحوض أو الظهر قد يشير إلى زيادة حجم الورم وتأثيره على الأنسجة والأوعية الدموية المحيطة.
- نقص وصول الدم للورم: قد يمر الورم بحالة “موت الخلايا” (الضمور) نتيجة انقطاع التغذية الدموية، ما يسبب ألمًا حادًا ومفاجئًا.
في حال بلوغ الورم الليفي حجمًا كبيرًا أو تسببه في أعراض حادة، قد يكون الحل الأمثل هو الأشعة التداخلية بدلًا من الجراحة الكبرى، إذ تتيح لكِ الاحتفاظ بالرحم مع تقليل الألم وفترة التعافي.
لماذا الأشعة التداخلية هي خيارك الأفضل؟
إذا كنتِ تفكرين في سبيل آمن وفعّال للتخلّص من الأورام الليفية أو السيطرة عليها، فالأشعة التداخلية هي الحل العصري. ومن مزاياها:
- الحفاظ على الرحم والخصوبة.
- عدم وجود آثار جانبية للجراحة مثل الندوب الكبيرة أو مخاطر النزيف الشديد.
- فترة نقاهة أسرع بكثير، مع إمكانية العودة للعمل والحياة اليومية خلال أيام.
- دقة عالية في استهداف الورم الليفي دون التأثير على الأنسجة المحيطة.
تواصلي مع د. سمير عبد الغفار، استشاري الأشعة التداخلية، واستفيدي من خبرته الواسعة في هذا المجال لتجدي الحل الأفضل لحالتكِ. سيقوم بتقييم وضعكِ الصحي وتقديم خطة علاجية تناسبكِ بأقل تدخل جراحي ممكن.