ما هو تضخم الغدة الدرقية؟
يُعرف تضخم الغدة الدرقية (Goiter) على أنه نمو غير منتظم للغدة الدرقية، وقد يكون تضخم الغدة الدرقية تضخمًا عامًا في الغدة الدرقية، أو قد يكون نتيجة لنمو الخلايا غير المنتظم الذي يؤدي إلى تشكل العقيدة أو العقيدات الدرقية، وقد يترافق تضخم الغدة الدرقية مع عدم وجود تغيير في وظيفة الغدة الدرقية أو مع زيادة أو نقص في هرمونات الغدة الدرقية.
يعتبر السبب الأكثر شيوعًا لتضخم الغدة الدرقية في جميع أنحاء العالم هو نقص اليود في النظام الغذائي، ففي الولايات المتحدة، حيث يشيع استخدام الملح المعالج باليود، يحدث تضخم الغدة الدرقية بسبب ظروف تغير وظيفة الغدة الدرقية أو عوامل تؤثر على نمو الغدة الدرقية.
اسباب تضخم الغدة الدرقية
هناك الكثير من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بتضخم الغدة الدرقية، ومن هذه الأسباب ما يلي:
١. نقص اليود، حيث أن عنصر اليود مهم لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية؛ فبالتالي إذا لم يحصل الشخص على ما يكفي من اليود الغذائي، ينخفض إنتاج الغدة الدرقية من الهرمونات، ومن ثَم تنتج الغدة النخامية الهرمونات المحفزة وترسلها إلى الغدة الدرقية لإنتاج الهرمونات، وتؤدي هذه الإشارات المتزايدة إلى نمو الغدة الدرقية وزيادة حجمها عن الحجم الطبيعي؛ فتتضخم.
٢. مرض هاشيموتو(Hashimoto’s disease)، وهو اضطراب في المناعة الذاتية للجسم؛ فيهاجم جهاز المناعة الأنسجة السليمة ومنها أنسجة الغدة الدرقية؛ فينخفض إنتاج الغدة الدرقية من الهرمونات، ومن ثَم تنتج الغدة النخامية الهرمونات المحفزة وترسلها إلى الغدة الدرقية لإنتاج الهرمونات؛ مما يؤدي في النهاية إلى تضخم الغدة الدرقية.
٣. مرض جريفز(Graves’ disease)، وهو اضطراب آخر يحدث في المناعة الذاتية للجسم، حيث ينتج الجهاز المناعي بروتينًا يحاكي هرمون TSH، والذي يعمل بدوره على تحفيز الغدة الدرقية على زيادة إنتاج هرموناتها؛ فيحدث تضخم الغدة الدرقية.
٤. عقيدات الغدة الدرقية (Thyroid nodules)، والعقدة هي النمو غير المنتظم لخلايا الغدة الدرقية، وتظهر على شكل كتلة، وقد يكون لدى الشخص عقدة واحدة أو عدة عقيدات، وليس لتكوين العقيدات سببًا واضحًا، ولكن قد تكون هناك عوامل متعددة تساهم في تكوينها مثل( الوراثة والنظام الغذائي ونمط الحياة والبيئة)، ومعظم عقيدات الغدة الدرقية غير سرطانية (حميدة وليست اورام).
٥. التهاب الغدة الدرقية، وهو ناتج عن اضطراب في المناعة الذاتية أو عدوى بكتيرية أو فيروسية أو نتيجة تناول دواء معينة، وقد يسبب الالتهاب فرط نشاط الغدة الدرقية أو قصور الغدة الدرقية.
٦. تضخم الغدة الدرقية السرطاني، حيث يعتبر سرطان الغدة الدرقية أقل شيوعًا من السرطانات الأخرى، ويمكن علاجه بشكل عام، وقد وجد الأطباء أن حوالي ٥٪ من المصابين بالعقيدات الدرقية مصابون بسرطان الغدة الدرقية.
اعراض تضخم الغدة الدرقية
في معظم المرضى المصابين بتضخم الغدة الدرقية لا تظهر عليهم أي علامات أو أعراض سوى تورم في أسفل الرقبة، وفي كثير من الحالات يكون تضخم الغدة الدرقية صغيرًا لدرجة أنه لا يتم اكتشافه إلا أثناء الفحص الطبي الروتيني أو اختبار التصوير لحالة مرضية أخرى.
تعتمد العلامات أو الأعراض المحتملة على التغير الذي يحدث في وظيفة الغدة الدرقية، وإذا ما كان يعيق تضخم الغدة عملية التنفس، ففي حالة قصور الغدة الدرقية ونقص نشاطها، قد تظهرالعلامات والأعراض الآتية:
- إعياء
- زيادة الحساسية للبرد(عدم تحمل درجات الحرارة المنخفضة)
- زيادة النعاس
- جلد جاف
- إمساك
- ضعف في العضلات
- مشاكل في الذاكرة أو التركيز
أما في حالة فرط نشاط الغدة الدرقية، فقد تظهر العلامات و الاعراض الآتية:
- فقدان الوزن
- سرعة ضربات القلب وعدم انتظامها
- زيادة الحساسية للحرارة(عدم تحمل درجات الحرارة المرتفعة)
- التعرق الزائد
- الارتعاش
- الانفعال والعصبية
- ضعف العضلات
- كثرة التبرز
- تغيرات في أنماط الدورة الشهرية
- صعوبة في النوم
- ارتفاع ضغط الدم
- زيادة في الشهية
تضخم الغدة الدرقية الانسدادي
قد يؤدي تضخم الغدة الدرقية في بعض الحالات إلى إعاقة مجرى التنفس والضغط على الأحبال الصوت، وقد تظهر العلامات والأعراض الآتية:
- صعوبة في البلع
- ضيق في التنفس مع أي مجهود
- سعال أو كحة
- بحة في الصوت
- الشخير
تشخيص تضخم الغدة الدرقية
وغالبا ما يتم اكتشاف تضخم الغدة الدرقية أثناء الفحص البدني الروتيني، من خلال لمس رقبتك، قد يكتشف مقدم الرعاية الصحية الخاص بك تضخمًا في الغدة الدرقية أو عقدة فردية أو عدة عقيدات( كتل)، وفي بعض الأحيان يتم العثور على تضخم الغدة الدرقية عن طريق الصدفة عندما تخضع لاختبار تصوير من أجل تشخيص مرض آخر لحالة أخرى، ثم يتم طلب اختبارات إضافية للقيام بما يلي:
- قياس حجم الغدة الدرقية.
- اكتشاف أي عقيدات في الغدة وصفاتها.
- تقييم ما إذا كانت الغدة الدرقية مفرطة النشاط أو غير نشطة.
- تحديد سبب تضخم الغدة الدرقية.
وقد تشمل تلك الاختبارات ما يلي:
١. اختبارات وظائف الغدة الدرقية، مثل الهرمون المحفز للغدة الدرقية TSH الذي تنتجه الغدة النخامية، وهرموني T4 و T3 الذي تنتجهما الغدة الدرقية.
٢. اختبار الجسم المضاد، اعتمادًا على نتائج اختبار وظائف الغدة الدرقية، قد يطلب مقدم الرعاية الصحية الخاص بك فحص الدم لاكتشاف الجسم المضاد المرتبط باضطراب المناعة الذاتية، مثل مرض هاشيموتو أو مرض جرافز.
٣. التصوير بالموجات فوق الصوتية؛ لإنشاء صورة محوسبة لأنسجة رقبتك، حيث يمكن أن تكشف تقنية التصوير هذه عن حجم الغدة الدرقية وتكشف العقيدات إن وجدت.
٤. امتصاص اليود المشع، فإذا طلب مقدم الرعاية الصحية هذا الاختبار، فسيتم حقن الحبيبات المشعة من اليود المشع في الجسم، وباستخدام جهاز مسح خاص، يمكن للفني قياس كمية ومعدل امتصاص الغده الدرقية لديك، وقد تساعد تلك النتائج في تحديد وظيفة وسبب تضخم الغدة الدرقية.
٥. خزعة أو عينة الغدة الدرقية، عن طريق إبرة رفيعة، وتُستخدم الموجات فوق الصوتية لتوجيه هذه الإبرة إلى الغده الدرقية للحصول على عينة من الأنسجة أو السوائل من العقيدات الدرقية، وبعدها يتم فحص العينات للكشف عن وجود خلايا سرطانية.
٦. تحليل دلالات الأورام.
طرق علاج تضخم الغدة الدرقية:
هناك عدة خيارات يمكن من خلالها صفحة علاج تضخم الغدة الدرقية