خطورة التغدد الرحمي (adenomyosis) تُعدّ من القضايا الطبية التي تثير قلق العديد من النساء، نظرًا لأنه يُسبب آلامًا شديدة ونزيفًا أثناء الدورة الشهرية ويؤثر على إمكانية حدوث الحمل، مما يستدعي التشخيص والعلاج المبكر.
هل التغدد الرحمي خطير؟
التغدد الرحمي هو حالة مرضية تتميز بوجود خلايا ونسيج بطانة الرحم داخل الجدار العضلي لرحم المرأة. في الصورة الطبيعية، ينمو هذا النسيج داخل بطانة الرحم فقط، ولكن عند نمو بطانة الرحم داخل الجدار، يحدث ما يُسمّى بالتغدد الرحمي. ورغم أنّه مرض غالبًا ما يظهر لدى النساء في سن الدورة الشهرية (ما بين الثلاثين والأربعين)، فإن كثيرات قد يُصبن به في مراحل عمرية مختلفة.
بالرغم من أنّه ليس مرضًا سرطانيًا، فإنّ التغدد الرحمي قد يؤدي إلى توسُّع الرحم وتضخمه، ويُسبب آلامًا شديدة ونزيفًا حادًا أثناء الدورة الشهرية، كما يؤثر في بعض الأحيان على الحمل وقد يُقلّل من فرصة زرع البويضة وحدوث الإخصاب. لهذا السبب، يصفه الأطباء بأنه حالة تستدعي التشخيص المبكر والمتابعة الجادة لتفادي أي مضاعفات مستقبلية.
ما هي خطورة التغدد الرحمي؟
تنبع خطورة التغدد الرحمي من عدد من العوامل والأعراض التي قد تؤثر على جودة حياة المرأة وصحتها بشكل عام، ومن أبرزها:
- النزيف الشديد: يُعتبر النزيف الحاد أثناء الدورة الشهرية من أكثر المشكلات شيوعًا، حيث يؤدي هذا النزيف المستمر إلى الشعور بالإجهاد والضعف، كما قد ينتج عنه الإصابة بفقر الدم.
- الآلام الشديدة: التغدد الرحمي يُسبب آلامًا حادة خصوصًا خلال الدورة الشهرية، إذ يزداد نمو النسيج المهاجر ويؤدي إلى التهاب وألم قد يكون غير محتمل لدى بعض المصابات.
- تضخم الرحم: يؤدي وجود خلايا والأنسجة المهاجرة داخل جدار الرحم إلى توسُّع الرحم وزيادة حجمه عن الصورة الطبيعية. هذا التضخم قد يؤثر على وظائف الحوض ويُسبب عدم ارتياح أو ضغط على الأعضاء المجاورة.
- تأثيره على الحمل: في بعض الحالات، قد تُعاني النساء المصابات بـ التغدد الرحمي من صعوبة في تحقيق الحمل؛ إذ يمكن أن تتسبب هذه الحالة في تغيّر بنية الرحم وتجعل من زرع البويضة عملية أكثر تعقيدًا، بالرغم من أنّ كثيرات يتمكنّ من الحمل بشكل طبيعي.
- الألم المزمن وتدني جودة الحياة: مع استمرار الآلام الشديدة والنزيف، تعاني المريضة من توتر جسدي ونفسي قد يؤثر سلبًا على نشاطها اليومي وعلاقاتها الاجتماعية، وهو ما يُبرز خطورة التغدد الرحمي على المدى الطويل.
أفضل علاج مجرب للتغدد الرحمي (قسطرة الرحم)
التغدد الرحمي مرضًا يمكن التعامل معه بطرق علاجية متعددة، منها العلاجات الدوائية التي تُقلّل من هرمون الاستروجين للحدّ من نمو الخلايا والأنسجة داخل الجدار العضلي. لكن في السنوات الأخيرة، برزت قسطرة الرحم كأفضل علاج مُجرّب وفعّال، وخاصةً تحت إشراف الدكتور سمير عبد الغفار استشاري الأشعة التداخلية.
كيف تتم قسطرة الرحم؟
- القسطرة والتوجيه بالأشعة: تُجرى العملية عادةً بالتخدير الموضعي، حيث يتم إدخال قسطرة دقيقة عبر شريان الفخذ وتوجيهها باستخدام أجهزة الأشعة للوصول إلى الشرايين المغذية للرحم.
- إغلاق الشرايين المغذية: يتم حقن حُبيبات دقيقة داخل الشرايين المسؤولة عن إمداد نسيج بطانة الرحم المهاجر بالدم. هذا الإجراء يمنع تدفق الدم إلى مناطق التغدد الرحمي ويؤدي إلى انكماشها تدريجيًا.
- إجراء آمن وسريع: يُعتبر هذا الإجراء آمنًا وتكون فترة النقاهة قصيرة مقارنةً بالجراحات التقليدية، مما يسمح للمريضة بالعودة إلى حياتها الطبيعية بسرعة.
يمتاز علاج قسطرة الرحم بنتائج واعدة في التخفيف من النزيف والآلام التي يُسببها التغدد الرحمي، فضلاً عن الحفاظ على الرحم وعدم استئصاله، وبالتالي المحافظة على القدرة على الحمل لاحقًا في حال كان الرحم سليمًا ولا توجد عوامل أخرى تمنع الإخصاب.
شكل التغدد الرحمي
يظهر التغدد الرحمي في الفحوصات الطبية على شكل:
- زيادة سمك بطانة الرحم مقارنة بالرحم الطبيعي.
- تضخم جدار الرحم نتيجة نمو غير طبيعي لنسيج بطانة الرحم داخله.
- توسع الرحم بشكل ملحوظ، مما يجعله يبدو أكبر من الحجم المعتاد.
- وجود مساحات غير متجانسة في صورة الرحم بالموجات فوق الصوتية.
يتم تأكيد التشخيص عادةً من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي أو السونار المهبلي، مما يساعد في تحديد مدى انتشار الأنسجة داخل الجدار الرحمي.
الأسئلة الشائعة حول خطورة التغدد الرحمي
هل يمكن التعايش مع التغدد الرحمي؟
نعم، يمكن التعايش مع التغدد الرحمي في الحالات البسيطة إلى المتوسطة، من خلال اتباع نمط حياة صحي وتناول أدوية تخفيف الأعراض مثل العلاجات الهرمونية. أما الحالات الشديدة، فقد تحتاج إلى قسطرة الرحم أو التدخل الجراحي.
ما هو تضخم الرحم وهل هو خطير؟
تضخم الرحم هو زيادة في حجم الرحم بسبب نمو غير طبيعي في الأنسجة. قد يكون هذا التضخم نتيجة لأمراض مثل التغدد الرحمي، وهو ليس خطيرًا بحد ذاته، لكن يمكن أن يسبب نزيفًا حادًا وآلامًا مزمنة تحتاج إلى علاج.
العضال الغدي هل يتحول إلى سرطان؟
التغدد الرحمي أو العضال الغدي لا يُعدّ حالة سرطانية، لكنه قد يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض أخرى مثل الأورام الليفية. لذلك، من المهم متابعة الحالة بانتظام مع الدكتور المختص لتجنب أي مضاعفات خطيرة.
وأخيرا، التغدد الرحمي هو مرض مزمن ولكنه غير سرطاني، إلا أنه قد يؤثر بشكل كبير على جودة حياة المرأة بسبب النزيف الشديد، الآلام المزمنة، وتأثيره على الخصوبة. قسطرة الرحم تعتبر من أفضل العلاجات المتاحة حاليًا، حيث توفر نتائج ممتازة دون الحاجة إلى استئصال الرحم. لذلك، من الضروري استشارة الطبيب المختص مثل الدكتور سمير عبد الغفار للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين.