هل تساءلتِ يومًا عن سبب اختلاف لون دم الحيض من شهر لآخر؟ أو لماذا تكون الأيام الأولى من الدورة غزيرة بينما تقل في الأيام الأخيرة؟
دم الحيض ليس مجرد نزيف يخرج من الجسم، بل هو علامة حيوية لصحة المرأة وحالتها الهرمونية.
دعينا نفهم دورتكِ الشهرية بشكل أفضل، من بدايتها وحتى نهايتها، مع توضيح الألوان، الأسباب، وأهم العلامات التي تستدعي الانتباه.
ما هو دم الحيض ولماذا يحدث؟
يُطلق على نزيف دم الحيض أيضًا اسم الطمث، وهو عبارة عن خروج الدم من المهبل لدى المرأة عند بداية كل دورة شهرية. يحدث هذا النزيف نتيجة تكسّر بطانة الرحم بعد عدم حدوث الحمل في أغلب الأحيان، حيث تنتج عنه إفرازات دموية ذات لون أحمر وأحيانًا قد تتحول إلى البني أو الفاتح. في الحالة الطبيعية، يمكن أن يستمر نزول الدم من يومين إلى سبعة أيام، وتعد هذه الفترة جزءًا من دورة معقدة تتحكم فيها الهرمونات داخل الجسم.
عادةً ما تتساءل النساء عن سبب غزارة دمُ الحيض في بعض الأيام، وعن دلالة اللون الغامق أو الأسود. هذه المسائل قد تؤثر على صحة المرأة وعلى الحالة الهرمونية لديها. كما قد تظهر أسئلة أخرى مثل: هل لون دم الحيض الأحمر يشير إلى مشكلة أو هل يمكن أن يكون خروجه بشكل متقطع علامة على وجود اختلال ما؟ والحقيقة أن الدم يختلف من امرأة لأخرى باختلاف الهرمونات ونسبة التدفق وكمية الدم المفقود.
متى يبدأ الحيض وكم يستمر؟
- يبدأ الحيض عند الفتيات عادة بين سن 10-15 سنة، وهو مؤشر على بداية الخصوبة.
- مدة الحيض تختلف من امرأة لأخرى، لكنها غالبًا تستمر من 3 إلى 7 أيام.
- الدورة الشهرية الطبيعية تتكرر كل 21 إلى 35 يومًا.
كيف ينزل دم الحيض
يبدأ دم الحيض بالظهور مع انفصال بطانة الرحم نتيجة لانخفاض مستوى بعض الهرمونات (مثل الإستروجين والبروجسترون). تصبح هذه البطانة جاهزة للانسلاخ عند عدم حدوث الحمل، فيبدأ النزيف بالخروج من الرحم عبر المهبل. هذا النزيف يختلف من امرأة لأخرى من حيث غزارة التدفق والكمية ومدة اليوم الذي يظهر فيه. بعض النساء قد يعانين نزيفًا شديدًا (يسمى غزارة الطمث) والبعض الآخر نزيفًا خفيفًا قد لا يتجاوز بضع نقاط.
ألوان دم الحيض وماذا تعني؟
لون دم الحيض قد يتراوح بين الأحمر الفاتح والأسود الغامق، وهذا الأمر طبيعي وعادة ما يشير إلى سرعة تدفق الدم من الرحم وخروجه عبر عنق الرحم والمهبل.
- الأحمر الفاتح: يدل غالبًا على تدفق سريع، وقد يظهر في الأيام الأولى من الدورة.
- الأحمر الغامق: يظهر عادةً في منتصف الدورة أو عند البطء في التدفق.
- اللون البني أو الأسود: قد يشير إلى دم بقي في الرحم فترة أطول قبل أن يخرج، فيتحول لونه بسبب الأكسدة.
من المهم الانتباه إلى وجود تكتلات أو تخثر في الدم؛ ففي بعض الحالات قد تلاحظين قطعًا دموية متخثرة كبيرة أو متوسطة الحجم.
متى يكون النزيف طبيعيًا ومتى يستدعي القلق؟

النزيف خلال الدورة الشهرية يكون طبيعيًا إذا كان منتظمًا ولا يؤثر على نشاطك اليومي. ولكن في بعض الحالات قد يكون مؤشرًا لمشكلة صحية، مثل:
- نزيف شديد يستمر أكثر من 7 أيام.
- وجود ألم غير محتمل أثناء الحيض.
- فقدان كميات كبيرة من الدم تؤدي إلى الدوخة أو الإغماء.
- دم الحيض متخثر بشكل كبير جدًا أو يحتوي على كُتل كبيرة.
أسباب تغير موعد الدورة الشهرية
قد تتساءلين عن سبب تغير موعد الدورة من شهر إلى آخر. في الواقع، تنظيم موعد الدورة تحكمه عوامل عدة:
- الأورام الليفية في الرحم أو بعض المشكلات مثل الاستحاضة.
- استخدام حبوب منع الحمل أو أي نوع آخر من حبوب تنظيم الدورة.
- الولادة أو الإجهاض، إذ قد يستغرق الجسم وقتًا لاستعادة توازنه الهرموني.
- التوتر والضغط النفسي: العامل النفسي يؤثر بشكل كبير على إنتاج الهرمونات.
- الاختلالات الهرمونية: اضطراب الهرمونات قد يؤدي لتقديم أو تأخير موعد الدورة.
- تغير العادات اليومية مثل السهر حتى الليل وتغيّرات التربية الغذائية قد يؤديان لتذبذب مواعيد الدورة.
إذا كنتِ قد فقدت الكثير من الدم أو شعرتِ بأعراض غريبة مثل الشديد أو عدم انقطاع النزف بعد مدة محددة، فقد يكون من المهم استشارة طبيب متخصص كـ الدكتور سمير عبد الغفار، لمعرفة أسباب التأخير أو التقلبات.
كيفية التعامل مع دم الحيض والعناية بالصحة خلال الدورة
1. استخدام الفوط الصحية أو السدادات القطنية المناسبة: يجب تغيير الفوطة الصحية أو التامبون كل 4 إلى 6 ساعات للحفاظ على النظافة وتجنب الالتهابات.
2. الحفاظ على الترطيب: شرب كميات كافية من الماء يساعد على تحسين تدفق الدم وتخفيف التقلصات.
3. التغذية السليمة: تناول الأطعمة الغنية بالحديد يساعد على تعويض الدم المفقود ويمنع الإصابة بفقر الدم.
4. ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة: تساعد الأنشطة مثل اليوغا والمشي على تقليل آلام الدورة الشهرية وتحسين المزاج.
متى يجب استشارة الطبيب؟
- في حال انقطاع الدورة فجأة لعدة أشهر بدون حمل.
- إذا كنتِ تعانين من آلام شديدة غير محتملة أثناء الدورة.
- إذا لاحظتِ رائحة غير طبيعية للدم أو تغيرًا في لونه بشكل غير معتاد.
- إذا كان نزيف الدورة شديدًا جدًا بحيث تحتاجين إلى تغيير الفوطة كل ساعة.
دم الحيض هو جزء طبيعي من حياة كل امرأة، ويعكس صحة جسمها وتوازنها الهرموني. ورغم أنه يختلف في اللون والكثافة من دورة لأخرى، إلا أن مراقبة التغيرات قد تساعدكِ في اكتشاف أي مشكلة صحية مبكرًا. إذا كنتِ تعانين من اضطرابات أو قلق بشأن دورتك الشهرية، لا تترددي في استشارة الطبيب للحصول على التوجيه المناسب.