تُعتبر قسطرة البروستاتا واحدة من أكثر الحلول الطبية تطورًا لعلاج تضخم البروستاتا الحميد، لكن من الطبيعي أن يتساءل كل مريض عن الأعراض الجانبية أو مضاعفات قسطرة البروستاتا قبل الإقدام على الإجراء. هل المخاوف في محلها؟ وكيف يمكن تجاوز أي مشكلة بعد العملية؟ في هذا المقال ستجد كل الإجابات بشكل مبسط وواضح يساعدك على اتخاذ قرارك بثقة واطمئنان.

ما هي قسطرة البروستاتا؟
قسطرة البروستاتا (Prostatic Artery Embolization) هي إجراء تداخلي حديث وغير جراحي يُستخدم لعلاج تضخم البروستاتا الحميد عند الرجال. يتم ذلك عبر إدخال قسطرة دقيقة من شريان الفخذ أو اليد حتى تصل إلى شرايين البروستاتا، ثم يُحقن الطبيب مواد خاصة لتقليل تدفق الدم إلى نسيج البروستاتا المتضخم، مما يؤدي لتقليص الحجم تدريجيًا وتحسن تدفق البول وراحة المريض.
هذا الإجراء يتم تحت التخدير الموضعي وغالبًا لا يحتاج المريض للبقاء في المستشفى إلا ليوم واحد أو أقل، ويستطيع العودة للمنزل بسرعة وبدون جرح جراحي أو فترة نقاهة طويلة.
هل لقسطرة البروستاتا مضاعفات؟
كل إجراء طبي قد يحمل مضاعفات أو أعراضًا جانبية، لكن قسطرة البروستاتا تُعتبر من أكثر الحلول أمانًا مقارنة بالجراحات التقليدية. مضاعفاتها عادةً بسيطة ومؤقتة ويمكن التعامل معها بسهولة. ومع ذلك، يجب على المريض معرفة كل التفاصيل والتواصل مع الطبيب فور حدوث أي أعراض غير طبيعية.
مضاعفات قسطرة البروستاتا

فيما يلي أبرز مضاعفات قسطرة البروستاتا التي قد يواجهها بعض المرضى، مع شرح بسيط لكل حالة:
1. الأعراض الجانبية المؤقتة
- ألم أو حرقان أثناء التبول:
قد يشعر المريض بعد العملية بألم بسيط أو إحساس بحرقان عند التبول، ويزول هذا الشعور عادة خلال أيام قليلة بعد التعافي. - تكرار التبول أو صعوبة التبوُّل:
بعض المرضى يعانون لفترة قصيرة من زيادة عدد مرات التبول أو شعور بعدم تفريغ المثانة بشكل كامل. غالبًا تتحسن هذه الأعراض خلال أسبوعين. - دم في البول أو السائل المنوي:
وجود دم بسيط في البول أو السائل المنوي أمر شائع بعد الإجراء، ولا يدعو للقلق ما لم يستمر لفترة طويلة.
🩸 - تعب عام أو ارتفاع بسيط في درجة الحرارة:
شعور بالتعب أو سخونة خفيفة يحدث أحيانًا، وهو نتيجة طبيعية لاستجابة الجسم للعملية.
2. المضاعفات المحتملة
- التهابات المسالك البولية أو عدوى الجهاز البولي: قد تحدث عدوى المسالك البولية في حالات نادرة، ويتم علاجها بمضاد حيوي مناسب يصفه الطبيب.
- احتباس البول المؤقت: أحيانًا يتعرض المريض لصعوبة في إخراج البول خلال اليومين التاليين للعملية. في حالات قليلة يُوضع قسطرة بولية لفترة قصيرة حتى يعود التبول لطبيعته.
- التهاب المثانة أو مجرى البول: يحدث لدى بعض المرضى نتيجة تهيج المسالك البولية، لكنه يزول غالبًا خلال فترة قصيرة مع العلاج المناسب.
- تكون حصوات بولية: من المضاعفات النادرة بعد القسطرة، لكنها ممكنة، خاصة لدى من يعانون مشاكل سابقة بالمسالك البولية.
- ضعف مؤقت في الانتصاب: في حالات قليلة قد يشعر المريض بضعف جنسي بسيط لفترة قصيرة، لكنه غالبًا يتحسن مع مرور الوقت.
3. المضاعفات النادرة
- عدوى شديدة أو التهابات حادة: هذه الحالة نادرة جدًا، لكنها تستدعي التدخل الطبي السريع إذا ظهرت أعراض مثل حمى شديدة أو ألم شديد في الفخذ أو المثانة.
- مشاكل تدفق الدم أو إصابة الشرايين المجاورة: تحدث في حالات قليلة جدًا، ويتم اكتشافها أثناء المتابعة الطبية بعد الإجراء.
كم نسبة نجاح عملية البروستاتا؟
نسبة نجاح قسطرة البروستاتا أو عملية البروستاتا بالتقنيات التداخلية الحديثة عالية جدًا، وتصل إلى أكثر من 90% في علاج تضخم البروستاتا الحميد وتحسين تدفق البول وتخفيف الأعراض المزعجة. كما أن خطر حدوث مضاعفات خطيرة منخفض للغاية مقارنة بالجراحة التقليدية.
مضاعفات عملية تجريف البروستات
عملية تجريف البروستاتا (TURP) هي من الإجراءات التقليدية، لكنها تحمل بعض المضاعفات الإضافية مقارنة بالقسطرة التداخلية، مثل:
- نزيف شديد أثناء أو بعد الجراحة.
- التهابات أو عدوى بالمثانة أو مجرى البول.
- ضعف القدرة الجنسية أو مشاكل في القذف.
- احتمالية عودة التضخم مع مرور الوقت.
القسطرة التداخلية أصبحت الخيار المفضل لمعظم المرضى الذين يبحثون عن نتائج فعالة مع مضاعفات أقل ووقت تعافي أقصر. 👨⚕️
هل عملية البروستاتا خطيرة لكبار السن؟
على العكس، تُعتبر قسطرة البروستاتا من أنسب وأأمن الإجراءات لكبار السن، حيث:
- لا تحتاج لتخدير كلي.
- لا تتسبب بمضاعفات كبيرة مثل الجراحة التقليدية.
- تقلل من خطر العدوى ومشاكل القلب أو النزيف.
- يمكن للمريض العودة للمنزل بسرعة واستئناف أنشطته اليومية بشكل طبيعي.
مدة الشفاء بعد عملية البروستات
مدة الشفاء بعد قسطرة البروستاتا قصيرة جدًا مقارنة بأي جراحة أخرى. أغلب المرضى:
- يخرجون من المستشفى في نفس اليوم أو بعد يوم واحد.
- يعودون لممارسة أنشطتهم الطبيعية خلال أسبوع تقريبًا.
- تختفي معظم الأعراض الجانبية البسيطة خلال أيام أو أسبوعين.
- لا يحتاجون لفترة نقاهة طويلة أو توقف عن الحياة اليومية.
متى يسمح بالجماع بعد عملية البروستاتا؟
يُسمح بالجماع عادة بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من القسطرة التداخلية، أو حسب نصيحة الطبيب المعالج. ويُفضل التأكد من زوال الأعراض الجانبية أو أي التهابات قبل العودة للنشاط الجنسي، كما أن أغلب المرضى لا يواجهون أي مشاكل دائمة في القدرة الجنسية بعد التعافي.
قسطرة البروستاتا – علاج فعال بمضاعفات بسيطة
في النهاية، مضاعفات قسطرة البروستاتا قليلة جدًا ومؤقتة في معظم الحالات، مقارنة بالجراحات التقليدية. الإجراء آمن وحديث ويناسب جميع الأعمار، حتى كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة. التزامك بتعليمات الطبيب ومتابعة الأعراض الجانبية أولًا بأول هو مفتاح الشفاء السريع وراحة البال. إذا لاحظت أي أعراض غير طبيعية، لا تتردد في التواصل مع طبيبك فورًا.🌿