تخيلي أنكِ تستيقظين كل صباح وتشعرين بأن جسمكِ في حالة تسارع غامض، تشعرين بالتعب رغم عدم بذل مجهود كبير، وبتغيرات غريبة في المزاج، الوزن، والدورة الشهرية. هذه الاضطرابات قد تشير إلى أعراض نشاط الغدة الدرقية عند النساء لديكِ.
فهم الغدة الدرقية ودورها في جسم المرأة
الغدة الدرقية هي واحدة من أهم الغدد الصماء الموجودة في الجسم، تقع في مقدمة الرقبة، وتشبه في شكلها فراشة صغيرة. رغم صغر حجمها، إلا أنها تتحكم بعدد كبير من وظائف الجسم الحيوية. فهي تفرز هرمونات مسؤولة عن عمليات التمثيل الغذائي، وتنظيم معدل حرق الطاقة، وضبط حرارة الجسم، وانتظام نبضات القلب، إضافة إلى التأثير على الهرمونات الأخرى، وعمليات النمو، وحركة الأمعاء، ودرجة نشاط العضلات. باختصار، نشاطها الطبيعي ضروري للحفاظ على التوازن الداخلي، سواء عند النساء أو الرجال.
عند النساء، تلعب هذه الغدة دوراً خاصاً في تنظيم الدورة الشهرية (الطمث)، وتأثيرها على الحمل والولادة واضح. انقطاع الحيض أو اضطراباته قد يكون أحد الأعراض الرئيسية لخلل في الغدة الدرقية، إذ أن اضطرابات إفراز هرمون الدرق (الثيروكسين وثلاثي يود الثيرونين) تؤثر على الإحساس العام، وعلى تحمل الضغوط الجسدية والنفسية.
تفرز هذه الغدة هرمونات بكميات دقيقة، ويؤدي أي اضطراب في مستوياتها إلى أعراض ملحوظة. عندما يزيد نشاطها بشكل مفرط (بفرط نشاط الغدة الدرقية)، فإن معدل التمثيل الغذائي يرتفع، ويتسارع عمل الأعضاء، مما يسبب ظهور العديد من العلامات غير المعتادة. أما في حالة قصور نشاطها، فيحدث العكس، حيث تبطؤ العمليات الحيوية، وتظهر أعراض مثل الخمول والتعب وزيادة الوزن بسبب انخفاض الحرق.
أهم اعراض نشاط الغدة الدرقية عند النساء
عندما تعمل الغدة الدرقية بفرط (أي زيادة في نشاطها)، تحدث تغيرات واسعة في الجسم. من أهم هذه الأعراض التي تصيب النساء بشكل شائع:
- فقدان الوزن رغم تناول كميات أكبر من الطعام: نتيجة ارتفاع التمثيل الغذائي وحرق السعرات بشكل مفرط. تشعر المرأة أحياناً بالجوع طوال الوقت، ورغم ذلك ينخفض وزنها.
- تسارع نبضات القلب وخفقان واضطرابات في ضربات القلب: يؤدي النشاط الزائد إلى ارتفاع معدل نبضات القلب وتسارعها، وحدوث خفقان غير منتظم، وقد يشعر الشخص بألم خفيف في منطقة الصدر.
- التعرق المفرط والشعور بالحرارة: نظراً لارتفاع معدل الحرق، يزيد التعرق، وتشعر المرأة بحرارة زائدة رغم الجو المعتاد، وقد تلاحظ حساسية للحرارة وصعوبة تحمل البرد.
- العصبية، التهيج والقلق: التغيرات الهرمونية تؤدي إلى اضطراب المزاج، فيصبح الانفعال سهلاً، وظهور التوتر والقلق والأرق بشكل أكثر وضوحاً.
- تغيرات في الجلد والشعر: قد تلاحظ المرأة جفاف الجلد أو زيادة دهنية، تساقط الشعر، فقدان لمعانه، وتغيرات في سمكه (ترقق الشعر).
- اضطرابات النوم: صعوبة النوم، الأرق، والاستيقاظ المتكرر بسبب تسارع النشاط الداخلي.
- الرجفة والارتعاش (رعشة خفيفة في اليدين): ارتعاش العضلات، خاصةً اليدين، بسبب فرط التحفيز العصبي.
- مشاكل في الدورة الشهرية (الحيض): تصبح الدورة الشهرية غير منتظمة، وقد يقل تدفق الدم الشهري، وفي بعض الحالات يحدث انقطاع أو قلة ملحوظة في الطمث.
- تضخم في الغدة الدرقية (انتفاخ في الرقبة): قد يظهر تضخم ملحوظ يُعرف باسم “الدُّراق” أو تضخم الغدة الدرقية، والذي قد يكون مصحوباً بألم خفيف أو شعور بالضغط في الرقبة.
- مشاكل في الجهاز الهضمي: تسريع حركة الأمعاء قد يؤدي إلى الإسهال، واضطرابات في عمليات الهضم.
- ارتعاش العضلات وضعفها: رغم النشاط الزائد، إلا أن العضلات قد تُصاب بضعف وإجهاد، مما يسبب تعباً عاماً.
أسباب الغدة الدرقية عند النساء (فرط نشاط الغدة الدرقية)
تتعدد أسباب فرط نشاط الغدة الدرقية لدى النساء. من أبرز هذه الأسباب:
- مرض غريفز ( Graves): يعد من أكثر الأنواع شيوعاً، وهو مرض مناعي ذاتي، إذ يهاجم جهاز المناعة الغدة، ما يؤدي إلى إنتاج مفرط للهرمونات، وظهور أعراض مثل جحوظ العينين، وارتعاش اليدين، وتسارع ضربات القلب.
- زيادة تناول اليود: وجود كميات كبيرة من اليود في النظام الغذائي، أو تناول مكملات اليود بصورة غير منتظمة، قد يؤدي إلى فرط النشاط.
- عقيدات الغدة الدرقية: بعض العقيدات النشطة تُفرز هرمونات بشكل زائد، وتسرّع عملية التمثيل الغذائي.
- التهاب الغدة الدرقية: التهاب ناتج عن أسباب مختلفة (فيروسية أو مناعية) قد يؤدي إلى تسرب الهرمونات الدرقية المخزنة، وارتفاع مستواها في الدم، مما يسبب أعراض فرط النشاط.
- الوراثة: يلعب العامل الجيني دوراً في بعض الحالات، إذ يكون لدى بعض النساء استعداد وراثي للإصابة.
- الحمل والولادة: أحياناً يحدث اضطراب في نشاط الغدة الدرقية أثناء أو بعد الحمل، ما قد يؤدي إلى فرط مؤقت أو دائم في نشاطها.
تأثير فرط نشاط الغدة الدرقية على الحياة النفسية والعاطفية
فرط نشاط الغدة الدرقية لا يؤثر فقط على العمليات الجسدية، بل يمتد إلى الجانب النفسي والعاطفي:
- القلق والتوتر: بسبب ارتفاع مستويات الهرمونات الدرقية، قد يشعر الشخص بالقلق والتهيج بشكل مستمر.
- الانفعال المفرط: تصبح المرأة سريعة الانفعال، ويحدث اضطراب في المزاج. شعور بالحساسية الزائدة والتهيج قد يظهر بشكل ملحوظ.
- الأرق وصعوبة التركيز: النشاط الزائد يؤدي إلى الأرق واضطراب النوم، مما يسبب صعوبة التركيز أثناء النهار، والإحساس بالتعب أكثر مما هو معتاد.
- التعب النفسي: فرط نشاط الغدة الدرقية يشبه عاصفة داخلية تصيب الجسم، تؤثر على النظام العصبي والنفسي، وتتسبب في شعور بعدم الارتياح، والإجهاد الذهني، وضعف القدرة على التحمل.
- تسارع الأفكار: قد يشعر المريض بحركة مستمرة للأفكار، وعدم القدرة على الهدوء، والقلق بشأن أمور بسيطة.
كيف يؤثر النشاط الزائد للغدة الدرقية على خصوبة وصحة المرأة الإنجابية؟
تعتبر الخصوبة وصحة المرأة الإنجابية من الأمور الحساسة التي تتأثر بفرط نشاط الغدة الدرقية:
- اضطراب الدورة الشهرية: عدم انتظام الطمث، انقطاع الدورة الشهرية أو قلة تدفقها، وهذا يؤدي إلى صعوبة تحديد فترة التبويض بدقة.
- ضعف الخصوبة: في بعض الحالات، يؤدي فرط النشاط إلى صعوبة حدوث الحمل، بسبب تغير هرمونات الجسم واضطراب انتظام الإباضة.
- الحمل: قد يتسبب فرط النشاط خلال الحمل في مخاطر صحية لكل من الأم والجنين. من بينها ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، وعدم انتظام وظائف الأعضاء، وصعوبة تحمل التغيرات الهرمونية.
- صحة الولادة: يؤثر النشاط المفرط أيضاً على استقرار الحمل والولادة، إذ قد يزيد من احتمالات حدوث ولادة مبكرة أو مضاعفات أثناء الوضع.
- نقص الكالسيوم: بعض حالات فرط نشاط الغدة الدرقية تؤثر على مستويات الكالسيوم في الجسم، ما يؤثر بدوره على صحة العظام، وقد يكون لذلك تبعات على صحة المرأة عامة، وخاصة في فترات الحمل والرضاعة.
خيارات العلاج والتعامل مع أعراض نشاط الغدة الدرقية لدى النساء
يتم علاج فرط نشاط الغدة الدرقية بعدة طرق، ويعتمد اختيار العلاج المناسب على حالة المريضة، الأعراض، وسبب فرط النشاط:
- الأدوية المضادة للغدة الدرقية: هناك أدوية تقلل من إنتاج الهرمونات الدرقية الزائدة، وتساعد على استعادة التوازن في مستويات الهرمون.
- حاصرات بيتا: تُستخدم لتخفيف بعض الأعراض، مثل سرعة نبضات القلب، والخفقان، والرجفة، والتعرق، لكنها لا تعالج السبب الأساسي، وإنما تساعد في تحمل الحالة.
- العلاج باليود المشع: يتم تناول اليود المشع بجرعات دقيقة، فيمتصه الجسم، ويؤدي إلى تدمير بعض خلايا الغدة النشطة، مما يقلل من إفراز الهرمونات المفرطة.
- الجراحة: في بعض الحالات الشديدة، أو عند وجود عقيدات أو تضخم كبير، قد يكون التدخل الجراحي لإزالة جزء أو كل الغدة الدرقية هو الحل.
- العلاج بالتردد الحراري (RFA): من التقنيات الحديثة التي يستخدمها بعض الأطباء المتخصصين كوسيلة آمنة وفعالة لتقليص حجم العقيدات الدرقية، ومعالجة تضخم الغدة الدرقية دون الحاجة لجراحة مفتوحة. هذه الطريقة تعتمد على إدخال إبرة دقيقة تصدر موجات تردد حراري، تؤدي إلى تدمير الخلايا الزائدة بنعومة ودقة.
- المتابعة الدورية: يتم متابعة المريضة بعد العلاج بانتظام للتحقق من مستويات الهرمونات، وانتظام وظائف الغدة الدرقية، وتقييم أي اضطرابات نفسية أو جسدية قد تستمر.
- تنظيم نمط الحياة: ينصح الأطباء في بعض الحالات بتقليل التوتر، وممارسة الرياضة الخفيفة، وتناول الطعام بشكل متوازن، وتجنب كميات كبيرة من اليود، والتركيز على نظام غذائي طبيعي، وتقليل الكافيين، وتحسين عادات النوم.
التواصل مع دكتور سمير عبد الغفار
إذا كنتِ تعانين من أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية، أو لاحظتِ علامات مثل زيادة التعرق، الشعور بالقلق، وقلق دائم، التهيج، سرعة التنفس، مشاكل بالنوم، أو جحوظ العينين، فمن المهم التواصل مع طبيب متخصص لتقييم حالتك. يعتبر الدكتور سمير عبدالغفار، استشاري الأشعة التداخلية، مرجعاً مهماً في هذا المجال، إذ يعالج تضخم الغدة الدرقية بالتردد الحراري، وهي تقنية فعالة للتعامل مع العديد من الاضطرابات الدرقية.
- لندن – المملكة المتحدة
- رقم العيادة: 00442081442266
- رقم الواتساب: 00447377790644
- مصر
- رقم حجز القاهرة: 00201000881336
- رقم الواتساب: 00201000881336